يعد معرض "الرهان الثلاثي للخلق الجمالي" للفنان التشكيلي شفيق الزكاري، الذي افتتح مساء الأربعاء برواق محمد الفاسي بالرباط، سفرا لتجارب ذاتية لهذا الفنان على مستوى المضمون و الشكل. يستثمر الفنان الزكاري في أعماله سنائد ذات نتوءات بارزة، مشتغلا على كل معالم اغترابه بإسبانيا، موظفا بحس جمالي كل تداعيات وانطباعات وآثار امتهانه للتصميم الطباعي الخاص بكل ما يرتبط بالتلفيف، فجاءت أعماله الجديدة، المعروضة إلى غاية 30 من الشهر الجاري، تركيبا فنيا فريدا. يشتغل الزكاري على مجموعة من التيمات، وقد اختار كتيمة لجديد إبداعاته، التي يتضمنها معرض رواق محمد الفاسي الذي تنظمه وزارة الثقافة، موضوع الأزمة التي تعيشها أوروبا، لاسيما إسبانيا، حيث كان يشتغل بأحد مصانع التلفيف، ووظف الكرتون كسند أطلق فيه العنان لريشته ترسم كل ما يتخيله. ويسعى الزكاري في توظيفه لهذا السند الجديد، كما أوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى بث روح جديدة في اللفافات التي كان يرمى بها في القمامة، وبالتالي جعل الألوان التي كانت تحبل بها تعبر عن المعاناة، وعن العمل الشاق والمضني الذي كان يمتهنه في بلاد المهجر. وتحضر في لوحات الزكاري مجموعة من الأشكال والشخوص كتذاكر القطار، التي تحيل، كما قال، على السفر وتنقله المستمر بحثا عن ذاته، فضلا عن إقحامه لمجموعة من العناصر في محاولة لإعادة رسم المعيش اليومي الشخصي باللون والضوء واللون على سنائد غير القماش. وشفيق الزكاري، الفنان التشكيلي والناقد الجمالي، من مواليد 1960 بمدينة القصر الكبير درس التشكيل بفرنسا ويعيش ويشتغل متنقلا بين المحمدية (المغرب) وبلانسية (إسبانيا)، أسس صالون الغرافيك السنوي، كما أنه عضو مؤسس لملتقى الفنانين الغرافيكيين، وعضو اتحاد كتاب المغرب وفي جمعيات أخرى.