دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الحكومة الليبية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وعدم مهاجمة السكان المدنيين بمقتضى القرار الدولي رقم 1973 . الثوار يتقهقرون إلى الوراء بعد معارك البريقة (أ ف ب) وقال المكتب الصحفي للأمين العام الأممي في بيان إن بان كي مون طالب القذافي مجددا بتطبيق القرار رقم 1973 الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ولأعمال العنف وعدم مهاجمة السكان المدنيين. وأكد بان كي مون دعوته إلى الوقف الفوري لعمليات القمع واستخدام القوة ضد السكان وضمان الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية. وأعرب عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في المدن الليبية بما فيها مدن مصراتة وبريقة وزينته، التي تتعرض لهجمات عسكرية شرسة ومتكررة من قوات القذافي. ووصف البيان الوضع في مدينة مصراتة بأنه خطير جدا لاسيما مع ورود تقارير حول استخدام الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة حيث يحاصر السكان ولا يستطيعون تلقي الإمدادات الأساسية، بما فيها المياه النقية والغذاء والأدوية. وكان القائد العسكري للثوار الليبيين, عبد الفتاح يونس, أعلن في بنغازي أن حلف شمال الأطلسي "خيب ظننا فيه" لأنه "يترك أهل مصراته يموتون" ولا يتدخل لضرب قوات القذافي، التي تقصف هذه المدينة الواقعة على بعد 214 كلم شرق طرابلس، والمحاصرة منذ أكثر من شهر. من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أنه قام بنحو 1006 طلعات جوية فوق ليبيا و 400 غارة وذلك منذ انطلاق العمليات العسكرية هناك في 31 مارس الماضي. ويقصد (الناتو) بالغارة كل طلعة جوية تستهدف نقاطا محددة ولكن لا تعني انه جرى بالضرورة استخدام الذخائر فيما يعتمد الحلف تحديث المعلومات بشأن عملياته في ليبيا بشكل يومي. واستخدم (الناتو) 18 سفينة تقوم بدوريات في البحر الأبيض المتوسط لفرض منطقة حظر أسلحة على ليبيا. وجرى خلال هذه الدوريات إيقاف 95 سفينة كما أجريت خمس عمليات صعود على متن سفن وتفتيشها منذ بداية العمليات العسكرية في ليبيا. وكان حلف شمال الأطلسي أعلن أنه "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" في مدينة مصراتة (شرق طرابلس), ذلك غداة انتقادات وجهت له من قبل الثوار الليبيين بعدم التدخل لإنقاذ سكان هذه المدينة، التي تحاصرها قوات القذافي. ونقلت وكالة فرانس بريس عن مساعدة المتحدث باسم الحلف الأطلسي، كارمن روميرو, قولها إن الحلف لديه تفويض "شديد الوضوح" من الأممالمتحدة و"سنفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة". وكان حلف شمال الأطلسي اتهم القوات الموالية للعقيد الليبي، معمر القذافي، باستخدام المدنيين دروعا بشرية والتسلل وسط حركة السير الطبيعية للتقدم إلى مواقع الثوار. وقال الأميرال البريطاني، راس هاردينغ، مساعد قائد عملية (الحامي الموحد) الدولية للصحافيين إن "القوات الحكومية الليبية لجأت في الأيام الأخيرة إلى تكتيك غير تقليدي وتسلك الطرقات إلى جانب السيارات المدنية وتستخدم المدنيين دروعا بشرية للتقدم" إلى مواقع الثوار. وأضاف الضابط، الذي كان يتحدث من المقر العام للحلف الأطلسي في نابولي "بالتالي تتقدم القوات الحكومية باتجاه اجدابيا"، التي يسيطر عليها الثوار "وتطرح تهديدا مباشرا على المدينة وحتى أبعد من ذلك على بنغازي". وللتصدي لتقدم قوات القذافي "يواصل الحلف الأطلسي توجيه ضربات مباشرة للقوات، التي تتقدم، وعلى شبكة إمداداتها اللوجستية وذخائرها".