تعد الفنانة المغربية ماجدة زابيطة واحدة من الوجوه التي بصمت اسمها في الساحة الفنية، عقب اشتغالها في العديد من الأعمال المسرحية، والتلفزيونية، والسينمائية. تملك زابيطة حسا فنيا مرهفا وموهبة كبيرة في مجال التمثيل وكتابة كلمات الأغاني وتلحينها، إلا أن عشقها واحترامها لفنها، يدفعها للاختفاء لفترات طويلة عن الشاشة، عوض تقديم أعمال درامية دون المستوى الذي تتطلع إليه. تعود أصول أسرة ماجدة زابيطة إلى المكسيك، وهو ما يُظهره اسم عائلتها الإسباني الشائع في منطقة "زابيطة" الجبلية جنوبالمكسيك، وبدأت التمثيل في سن صغيرة، من خلال المدرسة وعدد من الجمعيات، قبل أن تلتحق بفرقة الطرب الأندلسي والملحون. تتحدر زابيطة من عائلة فنية وإعلامية، فشقيقتها تشتغل في التمثيل، وأخرى في الموسيقى، فيما شقيقها يشتغل في مجال الإعلام بإحدى الدول الأوروبية. عن تجاربها السابقة وأعمالها الفنية المقبلة، وعن الأسباب وراء غيابها عن الشاشة في الفترة الأخيرة، ونظرتها للساحة الفنية الوطنية مقارنة مع الأجنبية، كان ل"المغربية" مع ماجدة الحوار التالي: نراك إلى حد ما غائبة عن الساحة الفنية في الآونة الأخيرة، ما السبب وراء ذلك؟ أبدا، ليس هناك أي غياب، كل ما في الأمر أنني منشغلة في تصوير مجموعة من الأعمال خلال السنة الماضية، والشهور الأولى من السنة الجارية، ومازال لم يجر تعرض، لكون عدد منها في المراحل التقنية، أو بصدد الانتهاء من هذه المراحل. ما هي هذه الأعمال؟ هذه الأعمال تتوزع بين 3 أفلام مع المخرج عز العرب العلوي المحارزي، تحمل عناوين "أندرومان"، و"الرقاص"، و"بيت من الزجاج"، وفيلم سينمائي مع المخرج محمد الكراط بعنوان "ألتير هيغو"، فضلا عن الفيلم التلفزيوني "الهدف" مع إبراهيم الشكيري. ما الأسباب التي دفعتك إلى الاشتغال كثيرا مع المخرج عز العرب العلوي المحارزي؟ اشتغالي مع عز العرب العلوي المحارزي، يكمن في أنه ينفرد بنظرة إخراجية يتميز بها، كما أنه سبق لعدد كبير من الممثلين أن اشتغلوا معه. وبالنسبة إلي، فقد اشتغلت مع عدد كبير من المخرجين، من بينهم محمد الكراط، والجيلالي فرحاتي، ومحمد منخار، وإدريس الإدريسي، رشيد الشيخ، وإبراهيم الشكيري، ورشيد الوالي، وعلي محمد نجاتي، وهذا يعني أن لكل مخرج مدرسة فنية يشتغل عليها، وأنا سعيدة جدا بأن أشتغل مع أي مخرج يحمل رسالة فنية يعمل على خطاها. هل هناك أعمال أخرى تقبلين على تحضيرها؟ نعم أنا الآن بصدد تصوير سلسلة جديدة مع القناة الثانية، بالإضافة إلى أعمال أخرى مازلت لم أوقع على عقودها، من بينها الحديث عن عمل سينمائي مصري. هل يمكن اعتبار هذا العمل المصري الجديد بمثابة بداية هجرتك الفنية نحو الخارج؟ أبدا، لقد سبق لي الاشتغال، قبل 3 سنوات، مع المخرج الإيراني محمد علي نجاتي، في عمل سينمائي، وبالنسبة لي فلا أعتبر ذلك هجرة، بقدر ما أعتبرها تنوعا فنيا، وكذا المساهمة في التعريف بالمؤهلات الفنية المغربية، وهذا من واجبنا نحن كفنانين تجاه تجاربنا الفنية الوطنية. كما أن العديد من الفنانين ساهموا، بشكل كبير، في التعريف بالفن المغربي عبر المشاركة في أعمال أجنبية. يلاحظ البعض أنك مقلة في أعمالك الفنية، هل هو حرص على تقديم الأفضل أم تواجهين قلة العروض؟ لا أنكر أنني كنت مقلة في أعمالي الفنية في الفترة الأخيرة، لأنني أبحث دائما عن عمل جيد، أظهر به أمام الجمهور، وفي الآن ذاته يضيف نقطة إيجابية لمساري الفني لرصيدي الفني، خاصة بعدما تعاملت مع مخرجين معروفين، وقدمت أعمالا لاقت استحسان النقاد والجمهور. كما أنه يجب، أيضا، أن يفسح المجال أمام فنانين آخرين للاشتغال، خاصة أن الساحة الفنية الوطنية لا تتوفر على أعمال كثيرة مقارنة مع عدد الفنانين المشتغلين في الساحة. بالنسبة إليك، أيهما الأقرب السينما أم التلفزيون أم المسرح؟ لكل واحد منهم خصوصياته، ومعالم يختلف بها عن الآخر. أرى أن التلفزيون هو أكثر مشاهدة من قبل الجمهور، وأنه الأقرب إلى الجمهور، لكونه في متناول الجميع، ويدخل الممثل من خلاله دون استئذان إلى بيوت المشاهدين، فيكتسب شهرة وشعبية أكبر، أما السينما فهي المدرسة التي تعبر فيها عن مجموعة من الجوانب الفنية التي يمكن أن يملكها الفنان، فيما يعتبر المسرح الفضاء الذي يمنحك إحساسا فنيا كبيرا. كيف ترين المستوى الحالي للسينما والدراما المغربية؟ السينما والدراما المغربية تسير في تطور مستمر على غرار السنوات الماضية، لكن تنقصها بعض الجوانب في مختلف القطاعات المتدخلة في ذلك، في أفق إطلاق صناعة سينمائية ودرامية وطنية كبيرة. هل يمكن الحديث عن مقارنة بين الدراما والسينما المغربية ونظيرتها العربية؟ لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن مقارنة، وإنما يمكن أن نقول إننا استطعنا أن نتجاوز مجموعة من المراحل. بالنسبة لي، السينما الوطنية تمكنت من التتويج بالعديد من الجوائز في كبريات التظاهرات العالمية، مقارنة مع نظيرتها العربية، وهذا راجع إلى المستوى التقني الذي ظهرت به، وجعلها تخرج عن المعتاد في السينما العربية. ما رأيك في الموجة التركية والمكسيكية للأعمال الدرامية وإمكانية تأثيرها على الدراما العربية؟ لا أرى أي تأثير، لأنه لكل لون فني جمهور خاص به، وبالتالي فهناك جمهور يتابع الأعمال المغربية، وجمهور آخر يتابع الأعمال العربية أو التركية أو المكسيكية، كما أن هناك جمهورا يحرص على متابعة الأعمال الغربية. ما هو الدور الذي تحلمين بأدائه؟ أنا أحرص على تشخيص أي دور، شريطة احترام أذواق الجمهور، وكذا تقديم أعمال متنوعة، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن يراعي العمل مجموعة من المعالم الإيجابية في العمل الدرامي أو السينمائي، إذ سبق لي أن قدمت في بداياتي الفنية دور "البدوية"، والتصق بي بعدما كررته في العديد من الأعمال، وتخلصت منها في ما بعد. عودة إلى جذورك المكسيكية، هل يمكن توظيفها في عمل درامي مكسيكي؟ حقيقة لم يسبق لي زيارة المكسيك، فقط ما يجمعني بها هو جذوري العائلية، وبالتالي الاسم العائلي، فأنا مغربية حتى النخاع، بعاداتي واهتماماتي الثقافية والفنية والشخصية. ماذا عن شخصية ماجدة زابيطة خارج بلاطوهات التصوير؟ أحب التجول في السوق، واقتناء مستلزماتي شخصيا، وأنا من عشاق المطبخ، كما أنني أهوى السفر كثيرا، خاصة صوب تركيا، والهند، ولبنان، وخلال هذه السفريات أسعى إلى التمثيل المشرف للمرأة المغربية. هل لديك بعض الاهتمامات بالعمل الجمعوي والإنساني؟ أحب الأطفال كثيرا، وأحرص كلما سنحت لي الفرصة زيارة المراكز الاجتماعية التي تؤوي الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة أو الأطفال المتخلى عنهم، وقبل أن أكون فنانة فأنا إنسانة، و"الله يقبل لينا"، وأحيانا عندما أرى بعض الحالات أقول داخليا، "الواحد ملي كيشوف هم الناس كينسا همو... وهاذ الشي في سبيل الله". ما هي رسالتك الحالية؟ أن يعم السلم والأمان مختلف أنحاء العالم، وتشمل البسمة والسعادة كل الأفراد في شتى دول العالم، وأن تعود الحياة إلى استقرارها في دول شقيقة وصديقة.