تولى حلف شمال الأطلسي فعليا قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا، أمس الخميس، من التحالف الدولي، الذي بدأ ضرباته في 19 مارس المنصرم . الثوار الليبيون وهم ينسحبون من راس لانوف التي استعادتها قوات القذافي (أ ف ب) ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية قولها إن "عملية (الحامي الموحد)، التي قررتها دول الحلف بدأت رسميا كما هو مرتقب" مؤكدا نقل مسؤوليات عمليات القصف في ليبيا التي كان يتولاها حتى الآن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. والعملية يتولى قيادتها الجنرال الكندي، شارل بوشار، من المركز الإقليمي لقيادة حلف الأطلسي في نابولي بجنوب إيطاليا. من جهة أخرى، اعتبر وزير الهجرة الليبي السابق، علي العريشي، المنشق عن النظام، أن استقالة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا تعني أن أيام نظام معمر القذافي "معدودة". وصرح العريشي في مقابلة مع تلفزيون (فرانس-24 )، أمس الخميس, أن قدوم كوسا إلى بريطانيا "إشارة إلى أن أيام النظام معدودة. إنها النهاية ... إنها ضربة للنظام (...) وستليها (ضربات) أخرى". وتابع العريشي، الذي انشق عن النظام بعيد اندلاع الثورة في أواسط فبراير "لطالما قلت إنهم يحتجزون رهائن في طرابلس. من المدهش أن يكون كوسا تمكن من الفرار من البلد". وأضاف "لم يعد للقذافي أحد. بات وحده مع أبنائه". وكان كوسا من أبرز المسؤولين الذين شاركوا في الجهود التي بذلتها ليبيا لتحسين صورتها أمام العالم قبل الأزمة الحالية. ووصل كوسا إلى بريطانيا بعد تمضية يومين في تونس في "زيارة خاصة", كما أعلن رسميا. وقالت الخارجية البريطانية في بيان "يمكننا أن نؤكد أن موسى كوسا وصل إلى مطار فارنبورو في الثلاثين من مارس آتيا من تونس", مضيفة "لقد سافر بملء إرادته. وقال لنا إنه استقال من مهامه". وأوضح البيان أن "موسى كوسا هو أحد الشخصيات المهمة في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام في الخارج وهو أمر لم يعد يرغب في القيام به". وختم البيان "نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه والعمل من أجل مستقبل أفضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية وإصلاحا حقيقيا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي". وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ, أعلن أن لندن طردت خمسة دبلوماسيين ليبيين من بينهم الملحق العسكري على خلفية مخاوف من أن يشكلوا خطرا أمنيا. وقال هيغ في كلمة أمام البرلمان "اتخذنا اليوم إجراءات لطرد خمسة دبلوماسيين ليبيين من السفارة الليبية في لندن من بينهم الملحق العسكري, في دليل على قلقنا العميق إزاء موقف النظام (الليبي)". وأضاف أن "الحكومة اعتبرت أن بقاء هؤلاء الأشخاص في بريطانيا سيشكل خطرا على أمننا". من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ألان جوبي, في باريس, أن مؤتمر لندن توصل إلى إحداث "حكامة سياسية" للتدخل العسكري في ليبيا, التي ستقرر في أي وقف محتمل لإطلاق النار, ومرافقة الليبيين خلال المرحلة الانتقالية. ووصف الوزير الفرنسي هذا اللقاء ب"الإيجابي جدا" بالنظر إلى أنه صادق على صيغة " مهمة جدا" توفق بين العمل العسكري والعمل السياسي، الذي تقوم به المجموعة الدولية من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية. وأشار جوبي للصحافة, عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، غداة مشاركتهما في قمة لندن, إلى وجود قرارين مهمين, يتعلقان بنقل القيادة العسكرية للحلف الأطلسي, وإحداث" حكامة سياسية للعمليات في ليبيا".