توصل المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، خلال سنة 2010، بأربع حالات وفاة في صفوف عمال مجال الصرف الصحي، بعد تعرضهم لتسمم ناتج عن استنشاقهم مادة كبريتيد الهيدروجين. عمال نظافة مصارف المياه أكثر عرضة للتسمم بغاز كبريتيد الهيدروجين وبسبب خطورة استنشاق هذا الغاز المميت، أوصى المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، بإحاطة العاملين في مواقع المجاري الصحية وفي مختلف الفضاءات، التي ينفث منها هذا الغاز بوضع الوسائل الوقائية، قبل ولوجها للعمل. كما حذر المركز رجال الوقاية المدنية والمسعفين بارتداء مختلف الوسائل الحماية الخاصة بمثل هذه الحالات، قبل تنفيذ تدخلاتهم لإخراج أشخاص داخل مواقع ملوثة بالغاز المميت. ودعا اختصاصيو المركز الوطني لمحاربة التسمم العاملين في مجال الصحة عدم التأخر في إخبار المركز الوطني لمحاربة التسمم بالحوادث، التي يتعرض إليها مواطنون بواسطة الغاز المذكور، للتعرف على طرق التحمل وسبل إنقاذهم. وأورد الدكتور فؤاد شفيق، في النشرة الأخير للمركز المذكور أعلاه، أن غاز كبريتيد الهيدروجين يحمل الرمز العلمي "H2S"، وهو غاز دون لون، يعد أثقل من الهواء، ناتج عن تحلل المواد العضوية في عدد من الأماكن، سواء في الآبار أو المصارف الصحية أو من الأدخنة. يمكن أن يوجد هذا الغاز السام في مطارح النفايات وفي مخلفات المواشي ومصارف المياه الآسنة الخاصة بالإنسان والشاحنات، التي تنقل النفايات والمخلفات الكيميائي. كما قد ينبعث منها غاز كبريتيد الهيدروجين، ومن الممكن أيضا أن يوجد في المياه الجوفية، خصوصا في الآبار قرب حقول النفط، التي تتخلل الصخور الرملية. الطريقة الرئيسية للتعرض لهذا الغاز السام، هي عن طريق استنشاقه أو عن تعرض الجلد أو العين له. وأشار الدكتور فؤاد شفيق أنه في حالة التعرض لاستنشاق غاز كبريتيد الهيدروجين ، يتعرض المصاب لتهييج الأنسجة والملتحمة والمسالك التنفسية. كما يمكن أن تحدث إصابات ممنهجة في الجسم. وإصابة مركز الجهاز التنفسي، ينتج عنها نشر مادة "أيون السولفيدريل" في الدورة الدموية العامة، ما ينتج عنه نقص الأوكسجين في الخلية.