دعت مجموعة من الحقوقيات في مدينة شفشاون إلى رفع نسبة الكوطا النسائية في الانتخابات من 12 إلى 30 في المائة، لدعم مشاركة المرأة في تسيير الشأن المحلي وأكدن، خلال لقاء الحركة التضامنية النسائية، المنظم في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، من طرف مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي بالمغرب، ضرورة استمرار قال العربي الحارثي، مدير مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي المغرب-العالم العربي، إن لقاء شفشاون برمج مشروع توأمة المدينة نفسها ومدينة أرانخويس الإسبانية، وكرم العمل الجمعوي النسائي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كما عمل على تحفيز الأعمال الاجتماعية، التي تقدمها المرأة البسيطة، خاصة في العالم القروي. توأمة بين شفشاون وأرانخويس وأوضح الحارثي في تصريح ل"المغربية" أن مدينة شفشاون تتوفر على مؤهلات سياحية تماما مثل مدينة أرانخويس الإسبانية، وسيعمل مشروع التوأمة بين المدينتين على التعريف بالمناظر الطبيعية، التي تزخر بها المدينتين، والمشاريع الممكن إنجازها لتنميتهما، مشيرا إلى أن الهيئات المسؤولة عن تسيير المدينتين، ستعمل، في المستقبل، على تحقيق المشروع، الذي سيوطد، بدوره، العلاقة المتميزة بين البلدين. كما ذكر الحارثي أن اللقاء مهّد الطريق لتفعيل برامج تنموية، جرى الاتفاق عليها بين جمعويات من الضفتين، والاتفاق على برامج عمل يدعم العمل الجمعوي المقدم من طرف النساء في البلدين. وأضاف أن الجمعويات قررن عقد الدورة الثالثة للحركة التضامنية النسائية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، السنة المقبلة، بمدينة أيت بولكماز، التابعة لإقليم أزيلال، وجرى اختيار المنطقة لرفع عدد الناشطات في العمل الجمعوي النسائي بالجنوب، خاصة العاملات في مجال التنمية القروية والعاملات لفائدة دعم عمل المرأة في مجال محاربة الفقر والتهميش. وفي إطار تبادل الخبرات والتعريف بقدرات المرأة المغربية، ستعمل الحركة التضامنية النسائية، بشراكة مع جمعيات وهيئات سياسية بإسبانيا، على تنظيم لقاء ثالث بمدينة أرانخويس، خلال السنة نفسها، يجري خلاله، تسليط الضوء على مكتسبات المغربيات، والمنجزات التي حققنها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بصفة عامة، وحقوق المرأة، بصفة خاصة. وتحدث الحارثي عن التشاورات، التي جرت بين الناشطات المغربيات والإسبانيات، واللقاءات الماراطونية، خلال ثلاثة أيام من العمل المضني، التي توجت بتكريم العمل الجمعوي النسائي، خاصة لفائدة المرأة في العالم القروي. صورة المرأة المغربية عملت المشاركات في الدورة الثانية للحركة التضامنية النسائية، حسب الحارثي، على كشف الغموض، الذي كان يكنف صورة المغربيات بين الحقوقيات في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسطن حسب الحارثي، الذي تحدث عن إعجاب الحقوقيات الإسبانيات بكفاءات المغربيات. بدورها، أوضحت رشيدة احبالة، رئيسة جمعية حنا مسعودة للتنمية ل"المغربية"، أن الدورة الثانية للحركة التضامنية النسائية عززت تجربة المرأة المغربية بالاطلاع على تجارب نساء من إسبانيا والولايات المتحدة، اللواتي أكدن ضرورة التواصل لتبادل الخبرات. وخرجت المشاركات، تضيف احبالة، بالتقدم على مقاربة النوع "العربانية"، أي إدماج مقاربة النوع على جميع المستويات، خاصة الصحة والقانون والحقوق والثقافة والصحة والتعليم، والمساهمة في التنمية الإنسانية، أي التركيز على تنمية الشخص، لأنه الخلية الأولى للمجتمع. وبما أن الهدف الأساسي من اللقاء هو المساهمة في التنمية الاجتماعية، تقول احبالة، فيجب الانطلاق من الإنسان، لتحقيقه، وبالتالي يجب العمل على التنمية الفكرية للفرد، التي تشمل الاستجابة لحاجياته التربوية والتعليمية والحقوقية، ليسهل تفاعلها مع المشاريع التنموية. وفي مجال تقوية قدرات النساء، حسب احبالة، يجب رفع مجالات مساهماتهن في تسيير الشأن المحلي، بإعطائهن مناصب القرار في المجالس، ورفع نسبة الكوطا من 12 في المائة إلى 30 في المائة، لتحدي المسؤولية الملقاة على عاتقهن، مشيرة إلى الكفاءات العالية للمستشارات بالمدينة، خاصة في المستوى التعليمي. من جانبها، قالت نجمة جلو، مستشارة جماعية، ل"المغربية"، إن حضورها في لقاء الدورة الثانية للحركة النسائية التضامنية مكنها من اكتشاف تجارب حقوقيات وجمعويات كن سباقات لتسيير الشأن المحلي، وتدبير مشاريع وبرامج تنموية، مشيرة إلى التقدم، الذي حققته جمعيات الشمال، خاصة شفشاون في مجال التنمية الاجتماعية. وتحدثت جلو، وهي النائبة الثالثة لرئيس جماعة تبانت أيت بوكماز، التابعة لإقليم أزيلال، عن السياحة الجبلية كقاسم مشترك بين جبال الريف وجبال الأطلس، ودورها في مجال التنمية القروية، وتحسين ظروف عيش السكان، عبر خلق مناصب الشغل، خاصة بالنسبة لشباب المنطقة، الذين يشكلون نسبة عالية في ما يعرف ب "قوارب الموت". واقترحت المستشارة الجماعية على المنظمين، حسب قولها، إمكانية شراكة بين جماعتها وجماعات منطقة شفشاون، من أجل خلق برامج سياحية تساهم في تنمية مناطق جهة أزيلال، التي تعاني الفقر والهشاشة. للإشارة فإن هذه المبادرة تندرج، في إطار التعاون الإسباني المغربي "المعتمد"، الذي يهدف، منذ 20 سنة، إلى إنعاش احترام الاختلاف والقيم الديمقراطية، وكذلك التعارف والاعتراف المتبادل، والتبادل الثقافي بين مجتمعات الدولتين.