إنعاش احترام الاختلاف والقيم الديمقراطية بين إسبانيا والمغرب اختتمت أمس الثلاثاء، الذي صادف العيد الأممي للمرأة، فعاليات الدورة الثانية للحركة التضامنية النسائية التي احتضنتها مدينة شفشاون على مدى ثلاثة أيام، ودأبت على تنظيمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي والمنتدى الدولي النسائي بالمغرب بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي. وتمخضت عن هذه الدورة، حسب المنظمين، مجموعة من الخلاصات ذات الصلة بواقع المرأة في المجتمعين الإسباني والمغربي وسبل تعزيز مكانة وحضور المرأة في مجموعة من المجالات المرتبطة بصناعة القرار السياسي والاقتصادي وكيفية إقرار سياسية مجتمعية تقوم على مقاربة النوع الاجتماعي والمساواة. وتميزت هذه الدورة التي تهدف إلى تعزيز دور النساء ومساهمتهن في التعاون والمجتمع والثقافة، بمشاركة أزيد من عشرين امرأة من عالم الفن والثقافة والسياسية والاقتصاد من إسبانيا والمغرب، تناقشن حول موضوعات ذات الصلة بالمساواة والمشاركة النسائية والتربية والثقافة وحقوق الإنسان والتضامن، بالإضافة إلى مسألة التوفيق بين الحياة الخاصة للمرأة والحياة المهنية في علاقة بموضوعات التراث والحداثة، وهي موضوعات مكنت، حسب المنظمين، من اكتشاف فضاءات مشتركة واقتسام المسارات والتصورات الممكنة من أجل تحقيق التقدم الديمقراطي في المجتمعين الإسباني والمغربي. تجدر الإشارة إلى أن الحركة التضامنية النسائية، تندرج في إطار برامج التعاون الإسباني المغربي «المعتمد» الذي يهدف منذ أكثر من 20 سنة إلى إنعاش احترام الاختلاف والقيم الديمقراطية وكذلك التعارف والاعتراف المتبادل، والتبادل الثقافي بين مجتمعات البلدين، وفي هذا الصدد يولي هذا البرنامج مسألة «النوع» أهمية كبرى من خلال المشاركة الفعالة للنساء من خلال أعمالهن سواء كن مسؤولات أو مستفيدات. وخلال فعاليات هذه الدورة التي افتتحت يوم السبت الماضي، بمعرض «معمارات الرغبة» تم تنظيم سلسة من الندوات التي همت على الخصوص سؤال النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، وموضوع المرأة في حقوق الإنسان، والريادة النسائية بمشاركة أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وماريسا ميركادو المديرة التقنية لفدرالية جمعيات الدفاع وإنعاش حقوق الإنسان بإسبانيا، وأسماء الشعبي رئيسة المنتدى الدولي النسائي بالمغرب، وكريستينا غيتيرث منسقة التعاون الإسباني بالمغرب، بالإضافة إلى مواضيع أخرى همت بالأساس الحكامة المحلية والقروية وموقع النساء في السياسة المحلية، والاستغلال الجنسي للأطفال وزنا المحارم كطابوهات ثقافية واجتماعية بالمغرب، وموضوع النسوية ونماذج المشاركة المواطنة. كما تميزت الدورة بالاستماع إلى مجموع من الشهادات النسائية حول العمل الجمعوي في المغرب نموذج مدينة شفشاون، وكذا دور النساء في تحقيق التنمية والتقارب بين المغرب وأوروبا ومواضيع أخرى ذات الصلة بإصلاح التعليم وصورة المرأة في وسائل الإعلام. يذكر أن مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، تحافظ منذ إحداثها سنة 1990 على تعاون منتظم مع المغرب مما مكن من تأسيس برنامج «المعتمد» نهاية سنوات التسعينات من القرن الماضي وهو البرنامج الذي تم إغناؤه خلال العشرية الأخيرة من خلال إعطاء عمله التعاوني الصبغة الرسمية، كما تم توسيعه ليشمل مجالات تدخله والتي رسمها البرنامج في مجالات الطفولة والشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تقوية التفاهم والتبادل والحوار بين الثقافات واحترام الاختلاف والقيم الديمقراطية وإنعاش المواطنة وحماية المجموعات المعرضة للإقصاء عبر سلسلة أعمال تعاون في التربية والثقافة.