تواصل أسابيع الفيلم الأوروبي عرض أفلامها في الدورة العشرين، بكل من الرباط والدارالبيضاء، ببرنامج غني يجمع بين أجود الأفلام الأوروبية، التي حصدت جوائز دولية، خلال السنة الماضية. وسيكون الجمهور على موعد مع الفيلم السويدي "صوت الضجيج"، يومه الجمعة بالدارالبيضاء، وهو فيلم بوليسي وموسيقي، يضيف مسحة من الخيال وروح الابتكار إلى برنامج الدورة. كما سيكون الجمهور، في اليوم نفسه، بالرباط، على موعد مع الفيلم الإيطالي "حياتنا". ويحكي فيلم "صوت الضجيج"، للمخرج أولا سيمونسون، الذي شارك في أسبوع النقد في مهرجان "كان" السنة الماضية، قصة ضابط الشرطة، أماديوس وارنبرين، ولد في كنف أسرة مرموقة من الموسيقيين. لكن من سخرية القدر أنه يكره الموسيقى. بيد أن مجرى حياته سيتغير حينما يقرر فريق من الموسيقيين المجانين عزف قطعة موسيقية مروعة، مستخدمين المدينة كآلة موسيقية، حينئذ يشرع في أول تحقيق للشرطة في ميدان الموسيقى... في حين، يتطرق فيلم "حياتنا"، للمخرج دانييل لوكيتي، لقصة كلاوديو، عامل البناء، الذي يشتغل في ورشة في ضاحية روما، والذي يكن حبا عميقا لزوجته. لكن مأساة غير متوقعة تربك صفو هذه الحياة البسيطة والسعيدة، ما يدفع بكلاوديو إلى مواجهة هذا الظلم الشخصي والاجتماعي، الذي مسه بكل حزم للبقاء على قيد الحياة، وساعده دعم أسرته وأصدقائه وحبه لأبنائه في رفع تحدي الحياة. من برامج الدورة، أيضا، تقديم فيلم "عام آخر" للمخرج مايك لي، الذي سيعرض غدا السبت بالرباط، والاثنين المقبل بالدارالبيضاء، ويقدم الفيلم، الذي نال إعجاب النقاد والمهتمين، خلال مهرجان "كان" في دورة 2010، أحداثا هزلية مفعمة بالأحاسيس، فهو يطرح عدة تناقضات تجمع ربيع وخريف وصيف وشتاء، الأسرة والصداقة، حب وارتياح، فرحة وحزن، أمل وإحباط، الأخوة، والوحدة، الولادة، والموت، الوقت يمر... وسيعرض فيلم "أرماديو"، الذي حصد الجائزة الأولى للنقد في مهرجان "كان" ويشبه الأفلام الوثائقية، يوم الأحد المقبل بالرباط، وفاتح مارس المقبل، بالدارالبيضاء. ويحكي قصة رحيل الجنديين ماديس ودانييل إلى إقليم هلمند لقضاء أولى مهامهما بأفغانستان، إذ استقرت فرقتهما في معسكر "أرماديو"، على خط جبهة هلمند، التي تعيش على إيقاع معارك عنيفة مع مقاتلي حركة الطالبان. "أرماديو" هي رحلة عبر ذهن الجندي، وهو فيلم استثنائي يتخد من القصة الأسطورية لرجل الحرب موضوعا أساسيا له. وستختتم أسابيع الفيلم الأوروبي بعرض الفيلم الإسباني، "بيوتيفيل"، الاثنين المقبل بالرباط، والأربعاء المقبل، بالدارالبيضاء، وحصد الفيلم جائزة أحسن دور رجالي، خلال الدورة الماضية لمهرجان "كان"، ويحكي قصة سقوط رجل، أوكسبال هو أب لطفلين، يستشعر الأرواح ويحس بأن الموت قريب، وأمام حياة يومية فاسدة وقدر مناف لطموحاته، يناضل أوسكبال من أجل الغفران والحب ... يهدف برنامج أسابيع الفيلم الأوروبي إلى تقديم نبذة عن السينما الأوروبية بتعدديتها وجودتها، كما يسعى المنظمون إلى إرضاء ذوق الجمهور المغربي، الوفي لهذه الأسابيع المتميزة، من خلال عروض جيدة. وسيعود ريع هذه التظاهرة لجمعية "أطفال الأوفال"، التي تسعى لمساعدة الأطفال، الذين يعيشون تحت عتبة الفقر في جهة تمارة، من خلال المساعدة على التمدرس، وتقديم الخدمات الطبية، ومن خلال الرياضة. وسيستخدم ريع أسابيع الفيلم الأوروبي لتمويل مشروع رحلات للتسلية لأغراض تربوية، لفائدة أزيد من 250 من تلاميذ المدارس الإعدادية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات مسرحية لتوعية الأطفال بقضايا البيئة. وتعتبر أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تسهر على تنظيمها مفوضية اللجنة الأوروبية في المغرب، منذ سنة 1991، أحد أهم الرموز الثقافية للشراكة الأورومتوسطية بالمغرب، إنها ثمار جهود وعمل مفوضية اللجنة الأوروبية، بتعاون مشترك مع السفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبشراكة مع وزارة الاتصال ووزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي.