بعد أن فشلوا في مناقشة موضوع الفيضانات بمجلس المدينة، وجد منتخبو مجلس العمالة أنفسهم مرة أخرى غير قادرين على مناقشة هذه القضية خلال آخر دورة للمجلس. ليديك تقترح إنجاز حوض لتجميع المياه المطرية لتجنيب السباتة الفيضانات (أيس بريس) المبرر الذي رفع هذه المرة يكمن في عدم العودة إلى الوراء، وأن التفكير يجب أن يكون منصبا على مستقبل المدينة. كادت الفيضانات، التي اجتاحت الدارالبيضاء أواخر شهر نونبر الماضي، أن تعصف بالدورة العادية، التي عقدها مجلس العمالة، يوم 31 يناير الماضي. فقد استغل المستشار الاستقلالي، إدريس منتصر، هذه الدورة ليبرر للحضور ما وقع خلال أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة الدارالبيضاء، مؤكدا أن محاولة انتزاعه للميكرفون من أمام العمدة ساجد، كان سببه غيرته على المدينة، وكانت المبررات، التي استند عليها منتصر للدفاع عن موقفه، كافية لرئيس مجلس العمالة، محمد المنصر، ليبدي تعاطفه مع إدريس منتصر، مؤكدا أن الجميع له الحق في الكلام وإبداء رأيه، إلا أن تدخل المنصر، لم يثر إعجاب رضوان المسعودي، رئيس مقاطعة اسباتة، الذي وجه خطابه للمنصر قائلا "لا يجب أن تتحدث في هذا الموضوع". وفي الوقت الذي كان العديد من الحضور ينتظرون ردا قويا من قبل إدريس منتصر على كلام المسعودي، لم يبد المستشار الاستقلالي أي موقف وحافظ على هدوئه. جدول الأعمال كانت الدورة فرصة للمستشارين للعودة قليلا إلى الوراء، ليؤكد بعضهم أنه كان حريا بالمجلس عقد دورة استثنائية لتدارس قضية الفيضانات، كما جاء في تدخل عبد المالك الكحيل، عن العدالة والتنمية، الذي لاحظ أن "جدول أعمال الدورة خال من المشاكل الحقيقية، التي تعانيها المدينة، وكان حريا مناقشة مشكل الفيضانات، ولما لا عقد دورة استثنائية في هذه القضية؟"، لكن كان لرئيس المجلس رأي آخر حينما قال "لابد من التفكير في مستقبل المدينة وعدم العودة إلى الوراء من أجل الحديث عن مشكل الفيضانات، وإذا كنا سنتفق على عقد دورة استثنائية، فيجب أن نركز بشكل كبير على أسباب وقوع تلك الفيضانات، وليس محاكمة الجهة التي كانت وراء ذلك. "الحفرة" تستغيث طالب بعض المنتخبين بمدينة الدارالبيضاء بالإسراع الفوري بتنفيذ الإجراءات، التي يمكن أن تجنب المدينة وقوع فيضانات، كالتي حدثت في أواخر شهر نونبر، وهو الأمر نفسه الذي زكاه بعض المتضررين من الفيضانات بحي مبروكة، المعروفة ب"الحفرة"، بالدارالبيضاء، الذين أكدوا أنهم ما يزالون ينتظرون رد مجلس المدينة والسلطات المحلية على المراسلات التي بعثوا بها من أجل الإسراع في تنفيذ ما وعدت به بعد وقوع الفيضانات، وفي هذا السياق أوضح أحد المتضررين أنه لحد الساعة، لم تتوصل العائلات المتضررة بأي تعويض عن الخسائر، إضافة إلى وجود تماطل كبير في الأشغال. خمسة عشر مليار سنتيم اعتبر مسؤول بشركة "ليدك" بالدارالبيضاء، أن الحل الجذري لتفادي وقوع الفيضانات بحي مبروكة (الحفرة)، يتمثل في تقوية الشبكة الرئيسية على طول 3,5 كيلومترات وإنجاز حوض لتجميع المياه المطرية تبلغ طاقته الاستيعابية 25 ألف متر مكعب. وقال في هذا السياق "إن هذا الحل يتطلب كلفة استثمارية كبيرة، تفوق 15 مليار سنتيم، وهذا المشروع لم يكن مدرجا من قبل في عقد البرنامج الاستثماري لعقد التدبير المفوض، وأدرجته السلطات المعنية ضمن الأولويات والنقاشات الجارية حاليا من أجل إيجاد التمويل الضروري للمشروع". وأضاف المتحدث أن الشركة قامت بالدراسات التقنية الضرورية لإيجاد حلول لحماية هذه المنطقة من الفيضانات في حالة التساقطات المطرية، التي تفوق 20 ميليمترا في الساعة. وفي انتظار إنجاز المشروع الكبير والمهيكل للشبكة في منطقة مبروكة، تنجز شركة "ليدك" حاليا حلا مؤقتا واستعجاليا للحد من إشكالية الفيضانات بمنطقة الحفرة، يتمثل، حسب المسؤول ذاته، في عملية عزل شبكة المنطقة، التي توجد بها "الحفرة"، وربطها بالشبكة الرئيسية مباشرة عبر محطة للضخ، من أجل تفادي عودة المياه من خلال الشبكة نحو "الحفرة". رسالة حلاب رغم أن الدورة رُفعت إلى أجل آخر بسبب عدم التوصل بكراسة الحساب الإداري، فقد كانت فرصة للحديث عن الرسالة التي بعث بها والي الجهة، حمد حلاب، إلى رئيس مجلس العمالة، محمد المنصر، يطالب من خلالها المجلس بتخصيص اعتمادات مالية سنوية للمؤسسة الاجتماعية دار الخير بمنطقة تيط مليل، وتقدر هذه الاعتمادات ب 300 ألف درهم، وأشارت، الرسالة التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن الحاجة إلى هذا المبلغ، فرضتها مسألة دعم ميزانية دار الخير وتأهيل مرافقها استجابة للمعايير الضرورية اللازمة، وتمكينها من تحسين جودة خدماتها لفائدة الفئات الاجتماعية، التي تعيش في وضعية صعبة.