يحتضن فضاء عرصة "مولاي عبد السلام" إحدى المآثر التاريخية، التي تزخر بها مدينة مراكش، فعاليات الدورة الثانية لمعرض الكتاب الجامعي التي تتواصل فعالياتها إلى غاية يوم الأحد المقبل. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها جامعة القاضي عياض بتعاون مع جهة مراكش تانسيفت الحوز، والمجلس الجماعي، ومقاطعة جيليز، تحت شعار "مزج التبادل والاكتشاف"، بالكلمة التي ألقاها محمد مرزاق، رئيس جامعة القاضي عياض، أكد من خلالها أن فكرة تنظيم المعرض، الذي أصبح موعدا سنويا للاهتمام بالشأن الثقافي والعلمي بالجامعة، انطلقت منذ سنتين بمناسبة تخليد الذكرى الثلاثين لتأسيس جامعة القاضي عياض، مضيفا أن تنظيم المعرض، أضحى ضرورة ملحة فرضتها الوضعية العامة للثقافة وللكتاب الجامعي بصفة خاصة. وأبرز مرزاق في الكلمة ذاتها، أن الفعل الثقافي موكول له تحقيق ركائز المعادلة التنموية جهويا ومحليا، من خلال التركيز على أنشطة ثقافية، تلامس القرب وتتفاعل في الوقت ذاته مع محيطها السوسيو- ثقافي، مشيرا إلى أن الملتقى يسعى إلى تعريف الشباب الباحث والمثقفين بالإنتاج الثقافي والعلمي للأساتذة الباحثين بجامعة القاضي عياض، كما يهدف إلى إعطاء نفس، ودينامية ثقافية جديدة للمدينة الحمراء. ويهدف معرض الكتاب الجامعي، الذي تعرض به حوالي 1300 من الإصدارات والعناوين، إلى التعريف بالمنتوج العلمي والإبداعي للأساتذة الجامعيين، وفتح المجال للطلبة والتلاميذ والمثقفين بالمدينة الحمراء للاطلاع على الإبداعات العلمية والأدبية. ويتميز معرض الكتاب الجامعي، الذي أصبح منبرا لتبادل المعارف والحوار، في دورته الثانية، بعرض كل إصدارات المؤسسات التابعة لجامعة القاضي عياض من كتب ووثائق علمية، بالإضافة إلى إصدارات أساتذة المؤسسات الجامعية في مجالات تخصصهم، وإصدارات عن مدينة مراكش وشخصيات مراكشية، فضلا عن عرض الأطروحات الصادرة عن المؤسسات التابعة للجامعة في غضون السنوات الخمس الأخيرة، لتمكين الطلبة والجمهور، من الاطلاع على إنتاجات البحث العلمي، بمؤسسات التعليم العالي التابعة للجامعة، بكل من مراكش، والصويرة، وآسفي، وقلعة السراغنة، (كتب ووثائق علمية وأطروحات وإصدارات حول مدينة مراكش وأعلامها). ويتضمن برنامج المعرض ندوات ثقافية وأدبية ومحاضرات بمشاركة مؤلفين جامعيين، بالإضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة في إطار مايعرف بالمقهى الثقافي، وهو مايبرهن على مدى انفتاح جامعة القاضي عياض على محيطها المحلي والجهوي والوطني، وما يختزله من دلالة تصب في عمق البعد الإنساني بكل تجلياته. وتتخلل فقرات البرنامج أمسية شعرية باللغتين، العربية والفرنسية، بدار الشريفية، بحي المواسين بالمدينة العتيقة، تتضمن قراءات شعرية للشاعرة ثورية إقبال، والشاعر محمد مراح وقراءات بعض أشعار الراحل محمد رزقي.