عاشت جامعة القاضي عياض، مؤخرا على إيقاع أنشطة وفعاليات الدورة الثانية من معرض الكتاب الجامع، وهي التظاهرة التي نظمت بتعاون مع مجلس مقاطعة جليز والمجلس الجماعي لمراكش و مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز ، لتغطي كل أيام الأسبوع الأول من شهر فبراير الحالي بحديقة عرصة مولاي عبد السلام بمدينة مراكش، وبمجموعة من الفضاءات المميزة والجميلة بمدينة الرجال السبعة،ومما ميز فعاليات الدورة الثانية لمعرض الكتاب الجامعي عرض جميع إصدارات المؤسسات التابعة للجامعة من كتب ووثائق علمية،ومنشورات ومطويات وإعلانات وإخباريات، ومستندات ثقافية وتقديم مؤلفات أساتذة المؤسسات المرتبطة والمنضوية تحت لواء الجامعة في مجالات تخصصهم، وبسط إصدارات تتعلق بمدينة مراكش وشخصيات أكاديمية وثقافية، وإعلامية مراكشية. في نفس السياق تم تقديم الأطروحات الصادرة عن المؤسسات التابعة للجامعة في غضون السنوات الخمس الأخيرة، كما تم تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية الموازية والتي تبرهن على مدى انفتاح جامعة القاضي عياض على محيطها المحلي والجهوي والوطني، والتي لاتخلو من دلالة تصب في عمق البعد المعرفي الإنساني بكل تجلياته. إذ لا تنفصل الثقافة والجامعة عن التصور العام لمشروع المجتمع الديمقراطي بأسسه الحداثية والمتطلعة للمستقبل، المادية والروحية. هذا، وقد افتتحت فعاليات المعرض بفضاء عرصة مولاي عبد السلام،بحضور الدكتور محمد مرزاق رئيس جامعة القاضي عياض، والأستاذ مولاي أمحمد الأمراني زنطار،عميد كلية الحقوق، والأستاذة وداد التباع عميدة كلية الأدب والعلوم الإنسانية، ومجموعة من الباحثين الجامعيين والأطر والمختصين والفاعلين والمهتمين بالشأن الجامعي والتربوي بالمدينة ،إضافة إلى بعض رموز العمل الجمعوي بالمدينة الحمراء، وبعض ممثلي المصالح الخارجية للوزارات، كما نظمت أروقة الكتب والبحوث والمصنفات الجامعية في مختلف التخصصات وأروقة الشركاء كما عرف أسبوع المعرض تنظيم محاضرات متنوعة المغزى، ومتعددة الواجهات المعرفية ، إضافة إلى قراءات شعرية، ووصلات موسيقية. وفي كلمته الإفتتاحية، أبرز الدكتور مرزاق رئيس الجامعة، أن المعرض يأتي في سياق تفعيل دور الجامعة في التنمية المحلية، كواجهة ثقافية أساسية للمدينة، ووتوطيد السبل لمعرفة شمولية على نطاق واسع، تروم البحث عن أفضل السبل الكفيلة بتثمين التعاون والشراكة، باعتبارهما رافعة للتنمية السوسيو ثقافية المستدامة، مشيرا أن الحراك الجامعي يدخل في بوثقة الحركيات الأساسية للبلاد،وتحقيق التواصل البناء، وتوسيع دائرة النقاش من خلال المقاهي الإبداعية والفلسفية، تماشيا مع المؤشرات السامية لصاحب الجلالة نصره الله . من جهتها ثمنت الدكتورة زكية المريني، أستاذة جامعية ورئيسة مقاطعة جليز، في إتصال هاتفي مع “مراكش بريس” : بادرة المعرض، مشيرة أن التنمية الثقافية في جهة مراكش تانسيفت الحوز باتت تطرح في عبارات شمولية، مؤكدة أن العامل الثقافي يعتبر من ضمن المداخل الأساسية لمعالجة باقي الإشكاليات التنموية المحلية، وإطلاع المواطنات والمواطنين عن التحركات الأساسية والمتنورة للنخبة المثقفة والأكاديميين، وتفعيل دور الثقافة والجامعة داخل الأوساط المجتمعية، وأضافت الدكتورة المريني أن الثقافة ليست قضية مثقفين وحدهم، بل هي قضية مجتمع بما هي إحدى وسائل تعبيراته وإحدى تجليات حياته، وأن الفعل الثقافي في ليس أداة إيديولوجية او سياسية، بل أداة لتنمية المجتمع والإنسان، ووعاء تتبلور من خلاله إنسانية الإنسان وحضارته. في نفس السياق، ذكرت الأستاذة لطيفة بلالي ، عضو مكتب مركز تنمية جهة تانسيفت أن المعرض يعكس في العمق سلوك حضاري يوطد جسور التواصل بين كل الفاعلين ، ويعمل على تقوية اهتمام الفئات الإجتماعية بالشأن الجامعي وبالبحث العلمي ، خاصة وأن مراكش تشتمل على أكبر جامعة على مستوى المملكة ، عبر تشجيع ثقافة الكتاب والتعامل مع المنشورات والبحوث الجامعية ، ومن خلال فحص تجسيد الآفاق العلمية وعلاقاتها بالتنمية والتطلعات لتوجهات الجامعة والمراكز والمعاهد المرتبطة بها، وقيمها على مستوى الخطاب والسلوك في مختلف مجالات العمل المستمر قصد تقوية القدرات على استيعاب حيوية وإبداعية هذه الفئات..