مثل العادة لم تخل أشغال جائزة المغرب للكتاب، التي من المتوقع أن تسلم في افتتاح الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، من مشاكل وصراعات بين أعضاء لجانها. بنسالم حميش وزير الثقافة إذ تسربت أخبار عن المشاكل، التي شهدتها لجنة الشعر، التي يترأسها الشاعر إدريس الملياني، وتتكون من خمسة أعضاء، وهي المشاكل نفسها، التي عرفتها الجائزة سنة 2002، التي منحت مناصفة للكاتب أحمد بوزفور والشاعرة وفاء العمراني، ورفضها بوزفور، وأصدر بيانا شهيرا، تحدث فيه عن وضعية النشر المزرية بالمغرب. وتتعلق المشاكل التي تعرفها جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2010، برفض الناقدة فاطمة طحطاح، عضوة من لجنة الشعر، منح الجائزة للشاعرة فاتحة مرشيد، التي ترشحت بديوانها "ما لم يقل بيننا"، لأن هناك أعمال شعرية أخرى قيمة مرشحة للجائزة، في مقابل تنسيق الأعضاء الأربعة الآخرين واتفاقهم المسبق، الذي اعتبرته طحطاح انحيازا عن الموضوعية والنزاهة والمصداقية، التي من المفروض أن تتوفر في الجائزة. وهو ما دفعه إلى توجيه رسالة تحفظ إلى بنسالم حميش، وزير الثقافة، وعبد الرحيم بنحادة، المنسق العام للجائزة. وفي تصريح ل "المغربية" أكدت الناقدة فاطمة طحطاح الخبر، واستغربت لتسرب هذه المعلومات الدقيقة، التي تتعلق بمجريات الاجتماعين الأولين، اللذين سيتلوهما اجتماع أخير يوم ثاني فبراير المقبل، تاريخ الحسم النهائي. وأوضحت طحطاح أنها لا ترغب في الوقت الحالي الدخول في التفاصيل، وأنها ستترك الأمر حاليا للمنسق العام للجائزة ولوزير الثقافة ليتخذا الإجراءات اللازمة، خاصة أن هناك أعمال شعرية متميزة لأسماء معروفة في المشهد الشعري المغربي، تقدمت للجائزة هذه السنة، وعلى رأسها الشاعر علال الحجام، والشاعر صلاح بوسريف. حاولت "المغربية" الاتصال بوزارة الثقافة، لكن هذه الأخيرة رفضت إعطاء أي تصريح في الموضوع، لكنها لم تنف الخبر. وبالنظر للأسماء المترشحة لجائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2010، والتي كشف عنها بعض أعضاء لجان التحكيم، يتبين أنه لم تكن هناك مقاطعة كبيرة للجائزة، بل هناك أسماء عرفت بنشرها لمقالات نقدية في الصحافة الوطنية والعربية، وفي مواقع إلكترونية، لسياسة وزارة الثقافة، ولطريقة اشتغال وزيرها الحالي، ترشحت لها، ومن المتوقع أن تحصل على جوائزها، كما هو الحال مع صلاح بوسريف، الذي من المتوقع، إذا ما قبل تحفظ طحطاح، أن يحصل عليها مناصفة مع الشاعر علال الحجام. للإشارة شرع الاشتغال في جائزة المغرب للكتاب بشكل متأخر، منذ يوم 13 يناير الجاري، في تجريد تام لمديرية الكتاب من مهامها وتعليق لمصالحها، وهي المديرية، التي كانت تشرف على الجائزة وعلى المعرض الدولي للنشر والكتاب.