انسحب عدد من الحاضرين في مهرجان لذاكرة المناضل اليساري الراحل، أبراهام السرفاتي، نظم عشية السبت الماضي، بالمركب الثقافي محمد زفزاف، بحي المعاريف بالدارالبيضاء. من طرف "لجنة رفاق وأصدقاء أبراهام السرفاتي"، احتجاجا على كلمة ألقاها عبد الله الحريف، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، خلال المهرجان، استهلها بانتقاد بعض مواقف الراحل، التي لا تتطابق مع موقف النهج. وقال الحريف، في كلمته، "إن "أبراهام السرفاتي ارتكب خطأ استراتيجيا في آخر حياته، حين اعتبر أن المغرب دخل عهدا جديدا، مضللا، بموقفه هذا، العديد من المناضلين اليساريين". وآثارت هذه الكلمة استغراب الحاضرين، ولم يجد عدد منهم أفضل وسيلة للتعبير عن امتعاضهم والاحتجاج على كلمة الحريف سوى مغادرة القاعة بشكل لافت للانتباه، إذ انسحب عدد من ممثلي حزب الاشتراكي الموحد، وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وعرف اللقاء التكريمي عرض وثائقي مصور، يعرف بالمناضل اليساري أبراهام السرفاتي، ويقرب الحاضرين، خاصة الشباب، من إسهامات هذا الرجل النظرية العديدة في المجالات الفكرية والسياسية والثقافية، خاصة إسهاماته في مجال الهوية المغربية، وتحليل تركيبة المجتمع المغربي، من زاوية الفكر الاشتراكي والتقدمي، زيادة على مواقفه تجاه القضايا العادلة، خاصة مساندته القضية الفلسطينية، وقضية الصحراء المغربية، التي دافع الراحل عنها في آخر حياته، إضافة إلى دوره النضالي في سبيل استقلال المغرب، إذ قدم تضحيات كبيرة، في إطار النضال الوطني، خلال عهد الاستعمار، ضمن الحزب الشيوعي المغربي، وحطم أرقاما قياسية في إطار الاعتقال السياسي، في سبيل سعيه لإشاعة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. وتناول الكلمة، خلال المهرجان، شمعون ليفي، الكاتب العام للطائفة اليهودية بالدارالبيضاء، وأحد قادة حزب التقدم والاشتراكية، فآثار الانتباه لما يتعرض له بعض رموز المغاربة اليهود من "تهميش"، وفي ما يمكن اعتباره ردا على الحريف، أكد ليفي، أن "التاريخ وحده سيحكم على تقديرات المناضلين". وحضرت المهرجان عبلة، زوجه أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعتقل في إسرائيل، إضافة إلى فعاليات فلسطينية أخرى مشاركة في لقاء الأسير الفلسطيني المنظم بالرباط. واعتبر عدد من رفاق وأصدقاء المناضل أبراهام السرفاتي، في كلماتهم أن وفاة الراحل "خسارة كبيرة للحركة اليسارية بالمغرب، باعتباره أحد رموز التحرر الوطني، ومن أشد المواجهين للإمبريالية". وتخلل هذا الحفل، الذي حضرته فعاليات سياسية ونقابية وحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، فقرات غنائية ملتزمة، ورفعت مجموعة من الشعارات من قبل الحاضرين، أكدوا فيها التزامهم بالسير في "الطريق النضالي، الذي سلكه الراحل أبراهام السرفاتي".