خيم رحيل أحد رموز اليسار الراديكالي في المغرب، المناضل أبراهام السرفاتي، المغربي اليهودي، الذي ارتبط اسمه بمنظمة "إلى الأمام" السرية في سبعينيات القرن الماضي، على حفل تخليد "ذكرى الشهداء"، الذي نظمه حزب النهج الديمقراطي، السبت الماضي، بقاعة المركب الثقافي ثريا السقاط، بالدارالبيضاء. وقال الكاتب الوطني للحزب، عبد الله الحريف، بالمناسبة، إن "وفاة الراحل تعد خسارة كبيرة للحركة الماركسية اللينينية بالمغرب، باعتباره أحد رموز التحرر الوطني، ومن أشد المواجهين للإمبريالية، ومن أبرز المناضلين من أجل اشتراكية، تكون فيها السلط بيد المنتجين المبدعين الأحرار". وجدد الحريف خلال الحفل، الذي حمل شعار "صمود، مقاومة، استمرارية على درب الشهداء"، دعوة حزبه إلى الكشف عن "الحقيقة الكاملة في ما يخص ملفات المختطفين ومجهولي المصير، وعلى رأسهم ملف المناضل اليساري المهدي بنبركة، الذي مر على غيابه 45 سنة، والمناضل عبد اللطيف زروال، الذي مازال قبره ورفاته مجهولين". واعتبر الحريف أن "استحضار أسماء عبد اللطيف زروال، والتهاني أمين، وجبيهة رحال، وسعيدة المنبهي، هو وفاء لنضالاتهم وتضحياتهم، ودليل واضح على العزم القوي من أجل السير على دربهم". من جانبه، تحدث عبد القادر زروال، والد عبد اللطيف زروال، إلى الحاضرين، عن تشكيل لجنة إنسانية وحقوقية، من أجل الكشف عن مصير زروال، تحمل اسم "لجنة من أجل كل الحقيقة في ملف عبد اللطيف زروال"، وتطالب الدولة المغربية بمحاكمة المسؤولين المتورطين في وفاته، إضافة إلى تسليم رفاته إلى عائلته، بعد مرور 36 سنة على غيابه. واتهم والد زروال المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ب"تجاهل" مصير ابنه وعدم إدراج اسمه ضمن لائحة المختطفين ومجهولي المصير، التي أعدها. من جهتها، قالت خديجة المنبهي، شقيقة سعيدة المنبهي، التي توفيت في السجن، خلال إضراب عن الطعام، سنة 1977، إن شقيقتها كانت "مدرسة للنضال، شعارها إما الموت أو الانتصار، وناضلت من أجل مغرب تسود فيه الكرامة والعدالة الاجتماعية". وتخلل هذا الحفل، الذي حضرته فعاليات حقوقية وجمعوية وسياسية، إضافة إلى عائلات الشهداء، فقرات غنائية ملتزمة، ورفع مجموعة من الشعارات، طالبت بكشف الحقيقة عن مجموعة من الملفات المرتبطة بماضي الانتهاكات الجسيمة بالمغرب، كما عرف الحفل تكريم عدد من عائلات الضحايا بشهادات رمزية.