أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعمان, مباحثات مع وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو - ماري تركزت حول الأوضاع في الشرق الأوسط والسبل الكفيلة بإحياء عملية السلام بالمنطقة. فلسطينيون يحتجون على تصريحات نسبت لوزيرة الخارجية الفرنسية (أ ف ب) ونقلت صحيفة (الدستور) الأردنية أمس الأحد, عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قوله, في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزيرة الفرنسية إنه كان هناك تطابق كامل في الموقف السياسي حيال الأوضاع في المنطقة. وأضاف أن الرئيس عباس أكد لوزيرة الخارجية الفرنسية استعداد القيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات, عندما تحدد لها مرجعية ووجود طرف ثالث يحمي الاتفاقات التي يجري التوصل إليها ويضمن تنفيذها. وأوضح الرئيس الفلسطيني, حسب المصدر ذاته, أن هناك ثلاثة استحقاقات تنتهي في شهر شتنبر المقبل, يتمثل أولها في رغبة اوباما في رؤية دولة فلسطينية في شتنبر 2011 , والثاني في تحديد اللجنة الرباعية الدولية الشهر نفسه موعدا لإقامة دولة فلسطينية, والثالث أن الحكومة الفلسطينية حددت، أيضا، شهر شتنبر المقبل لإنهاء إقامة وبناء مؤسسات الدولة وإعلانها, معربا عن أمله في أن يكون لفرنسا وأوروبا والدول العربية دور في تحريك عملية السلام. من جهتها، قالت أليو - ماري إن فرنسا تؤكد ضرورة العودة للمفاوضات وإنجاحها واحترام الآجال، التي يجري تحديدها, وأنها أبلغت الإدارة الأمريكية برغبة فرنسا وأوروبا المشاركة في عملية السلام في المنطقة. وأكدت أن بلادها تؤمن بثلاثة مبادىء, هي "إقامة الدولة الفلسطينية وضمان الأمن لإسرائيل والقدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وضمان حرية الوصول للاماكن المقدسة لكل المؤمنين". وطالبت بإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة, مؤكدة "استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر الدول المانحة للشعب الفلسطيني, الذي يجب أن يترافق مع تقدم عملية السلام ولا يكون بديلا لها أو يحل محلها". وأكدت اليو ماري، التي تختتم في الأردن جولة شرق أوسطية قادتها إلى الأراضي المحتلة وقطاع غزة ومصر، أن الفرنسيين مستعدون لتنظيم مؤتمر ثان للمانحين وهم "مستعدون لاستضافته في باريس، ولكن بالطبع لن يكون له معنى إلا بشرط أن يواكب عملية السلام". وكان عشرات المتظاهرين الفلسطينيين الغاضبين تهجموا على وزيرة الخارجية الفرنسية لدى وصولها إلى مستشفى القدس في غزة، ذلك بعدما اعترضوا موكبها لدى وصوله إلى القطاع ورشقوه بالأحذية وأطلقوا هتافات منددة احتجاجا على تصريحات نسبت لها خطأ تصف احتجاز الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، في غزة ب(جريمة حرب). من جهة أخرى، أصيب مواطن فلسطيني بجروح جراء إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي شرق غزة، بعد ساعات من استشهاد فلسطيني وإصابة اثنين آخرين في قصف إسرائيلي قرب دوار ملكة بحي الزيتون شرقي غزة. ووفقا للناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بغزة أدهم أبو سلمية، فإن مواطنا فلسطينيا عمره (47) عاما أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي الذي استهدف الأطراف الشرقية لحي الشجاعية إلى الشرق من غزة. وفي تطور آخر، قال صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن قذيفتي هاون وصاروخ محلي الصنع أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. ووفقا للموقع الإلكتروني للصحيفة فإن القذائف سقطت على منطقة النقب جنوب إسرائيل، ولم تؤد إلى وقوع إصابات بشرية أو أضرار، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوّت بالمنطقة التي هرعت إليها قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بهدف التمشيط. وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أمس ثلاثة فلسطينيين من بلدة طمون بمحافظة طوباس بالضفة الغربية وهم عدنان عودة (35 عاما) ونائل مفيد بني عودة (25 عاما) وعبد الله أحمد بني عودة (25 عاما) بعد اقتحام منازل عائلاتهم والعبث بمحتوياتها. كما أغلق الاحتلال الحاجز العسكري الرئيسي قرب مدخل مخيم شعفاط بالقدسالمحتلة بعد ليلة طويلة من المواجهات والاعتقالات، ما منع طلبة المدارس والمواطنين من سكان مخيم شعفاط وضاحية رأس خميس وحي رأس شحادة وضاحية السلام وبلدة عناتا وسط القدسالمحتلة من التوجه لمدارسهم وأماكن عملهم.