كشف كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أمس الاثنين, أن الرئيس محمود عباس أكد للعرب، خلال قمة سرت, أن إسرائيل ألغت "فعليا" اتفاق أوسلو وباقي الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.الرئيس الفلسطيني حضر القمة العربية الإفريقية (أ ف ب) وقال عريقات، في اتصال من عمان في طريق عودته من سرت الليبية حيث شارك مع عباس في اجتماعات لجنة المتابعة العربية والقمتين العربية والعربية الإفريقية, "إن الرئيس عباس أكد للعرب أن إسرائيل قامت فعليا بإلغاء اتفاق أوسلو وباقي الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية". ووقع اتفاق أوسلو للحكم الذاتي عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ويعتبر الركيزة لكل الاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية التي وقعت بعده والرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أكد عباس في كلمته كما نقل عنه عريقات "انه بالإضافة إلى إلغاء إسرائيل للاتفاقيات الموقعة معنا, قامت أيضا بسحب الولاية الفلسطينية السياسية القانونية والأمنية والوظيفية للسلطة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية بشكل تام". وأضاف عريقات أن أول الخيارات التي تحدث عنها عباس أمام العرب في حال فشل المفاوضات المباشرة المتعثرة بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان, هي التوجه للولايات المتحدة كي "تعترف بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية". من جهة أخرى، أعربت فرنسا وإسبانيا عن تفاؤلهما إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل رغم توقف المفاوضات المباشرة بين الطرفين منذ أيام. وقال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنر، بعدما التقى هو ونظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في القدس، أول أمس الأحد، الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، إن مدريد وباريس متفائلتان بمستقبل السلام في المنطقة. وأضاف أن "الأمور دائما ما تستغرق وقتا في هذه المنطقة، لكنها لحظة حساسة عندما نستطيع الاضطلاع بجهود ونحرز تقدما على صعيد مباحثات السلام المباشرة". وأشار كوشنر إلى أن فرنسا لا يمكن أن تستبعد مبدئيا خيار لجوء الفلسطينيين إلى مجلس الأمن لإعلان دولة فلسطينية إذا فشلت المفاوضات، لكنه أكد أن هذا الخيار يجب أن يكون الملاذ الأخير. من جانبه، أكد موراتينوس تفاؤله، وقال "جئنا إلى هنا بهدف واضح، وهو أن يحل السلام على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني". والتقى الوزيران الأوروبيان أيضا والدي الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ منتصف يونيو 2006. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله خلال اللقاء مع كوشنر وموراتينوس إن البديل عن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين سيكون "صعبا وخطيرا"، مشيرا إلى أن أمام السلام صعوبات كثيرة. و توجه المسؤولان الأوروبيان إلى الأردن إذ من المنتظر أن يلتقيا كلا من العاهل الأردني، عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض. وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت رفضها الاستمرار في المفاوضات المباشرة بعد قرار إسرائيل استئناف الاستيطان، الذي قررت من قبل تجميده لمدة عشرة أشهر انتهت يوم 26 سبتمبر الماضي. وأيدت لجنة المتابعة العربية التي سبقت القمة العربية الاستثنائية في سرت قرار السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات المباشرة، وأمهلت الولاياتالمتحدة مدة شهر لإقناع حكومة بنيامين نتنياهو بتجميد الاستيطان. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الجامعة ستبحث كافة البدائل الأخرى لمفاوضاتٍ "باتت غير مجدية".