تشهد قضية الصحراء تطورات سريعة على خلفية الأحداث، التي شهدتها المنطقة، خلال هذا العام، وفي الوقت الذي تبدي بوليساريو تعصبها، أثناء المفاوضات الرسمية وغير الرسمية، التي تشرف عليها الأممالمتحدة.. بدأت أصوات صحراوية من داخل المغرب، كما في مخيمات تندوف ولحمادة، تدعو إلى عدم اعتبار بوليساريو الطرف الوحيد، الذي يتعين التفاوض معه، خاصة مع بروز تيارات صحراوية من داخل المخيمات تطالب بمنحها حق التعبير عن رأيها وإبراز موقفها، كما هو الشأن بالنسبة لتيار "خط الشهيد"، ومصطفى سلمة، ومنتدى مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف، وغيرها من التنظيمات والتيارات، التي دخلت في مواجهة مع قيادة بوليساريو، وأصبحت تطالب باستقلال القرار، والخروج عن دائرة تعليمات النظام الجزائري. في خضم هذه التطورات السياسية والأمنية والاجتماعية، المرتبطة بنزاع الصحراء، وقضايا ذات الصلة بأمن واستقرار منطقة المغرب العربي، وكذا تزامنا مع الجولة الخامسة غير الرسمية من المباحثات بين الوفد المغربي ووفد بوليساريو، في نيويورك، يومي 22 و23 يناير الجاري، أجرت "المغربية" حوارا مع الحسن مهراوي، العضو المؤسس والناطق الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا، وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) المقيم بباريس، الذي تطرق إلى مستقبل المفاوضات، والظروف التي تجري فيها والأطراف المتحكمة فيها، كما تحدث مهراوي عن عدم شرعية تمثيلية بوليساريو للصحراويين، مشيرا إلى الظروف والملابسات، التي اختطفت فيها بوليساريو قضية الصحراء، واستولت عليها، بإيعاز من نظام الجزائر، خلال فترة الحرب الباردة، لتكون هذه المنظمة، على مدى أزيد من 35 سنة، أداة بيد هذا النظام، لمعاكسة المغرب والاعتراض على استكمال وحدته الترابية. وتطرق مهراوي، أيضا، إلى عدد من القضايا المرتبطة بمشروع الحكم الذاتي، والدور التخريبي للمؤسسة العسكرية الجزائرية لكل المبادرات، التي يطلقها المغرب أو المجموعة الدولية، بهدف وضع حد للنزاع، وعن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية للشعب الجزائري، معتبرا أن "الجزائر بلد غني بشعب فقير، ووقت المساءلة حان بالنسبة لبلد المليون شهيد". ويتضمن الحوار نهج المغرب في التعامل مع قضية الصحراء، سواء عبر مؤسسة الكوركاس، أو من خلال الدبلوماسية الرسمية أو الموازية، مشددا على دور الجالية المغربية في الدفاع عن قضايا البلاد، وكذا أحقية المغرب في ملء كافة الكراسي الدبلوماسية عبر العالم، حتى لا يترك مجالا لخصومه، وأعداء وحدته الترابية.