ارتفع عدد المشتبه بهم، الذين أحالهم، أخيرا، المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالجديدة، في حالة اعتقال، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية، إلى 23 مستخدما على خلفية تورطهم في سرقات موصوفة، استهدفت معملا لعلف الدواجن، بالبئر الجديد. ومكنت عمليات السرقة وخيانة الثقة، أفراد العصابة من الاستحواذ على مبلغ مالي ضخم، حدده مصدر مطلع، في مليارين و100 مليون سنتيم. وحسب الوقائع، فإن المركز القضائي كان اعتقل، صباح السبت فاتح يناير الجاري، بمقتضى حالة التلبس، 18 مستخدما، يعملون لدى شركة متخصصة في ترويج علف الدواجن، بتراب جماعة البئر الجديد، على بعد 50 كيلومترا شمال عاصمة دكالة، إثر الاشتباه في تورطهم في اختلاس مبلغ مالي قدره ملياران و100 مليون سنتيم. وعلمت "المغربية" أن المحققين فتحوا بحثا في منتهى السرية، بناء على شكاية، كان تقدم بها صاحب الشركة، بعد أن أجرى، شهر دجنبر الماضي، تدقيقا وجردا لعمليات تجارية ومالية لشركته برسم سنة 2010، ما كشف عن اختلاس مبلغ مالي، حدد في مليارين و100 مليون سنتيم. وتحركت الضابطة القضائية لدى السرية، الخاضعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، وانتقلت إلى مركز البئر الجديد، صباح اليوم نفسه. وراهن المحققون على عنصر المباغتة، وضبطوا، جراء عملية مراقبة وترصد، سائق شاحنة، متلبسا بتسلم وصل من مستخدم آخر، عند مدخل المعمل، ويفيد (الوصل) بتفريغ الحمولة في خزان الشركة، الأمر الذي لم يجر على أرض الواقع. وأسفرت التحريات الميدانية عن كون حمولة الأعلاف، التي جرى اقتناؤها من مدينة مكناس، جرى تحويلها إلى الدارالبيضاء، عوض وجهتها الأصلية. وأفضى البحث عن اعتقال 18 مستخدما، يشتبه في تورطهم في عمليات سرقة ضخمة، إذ حاول بعض الضالعين إرشاء الضابطة القضائية، بمبلغ مالي هام، جرى حجزه. في السياق نفسه، وضع المحققون، المتهمون تحت تدبير الحراسة النظرية، التي مددت ب 24 ساعة، بغية استكمال إجراءات البحث والتحريات. وانتقلت عناصر من المركز القضائي بالجديدة، إلى العاصمة الاقتصادية، وداهمت محلا، كشف عنه المشتبه بهم، الذين كانوا دأبوا على تحويل اتجاه الشاحنات القادمة من مكناس، إليه، بغية إفراغ حمولاتها من العلف، واقتسام الغنيمة فيما بينهم. وإثر عملية تفتيش، ضبط المحققون كميات هامة من العلف المختلس، فيما شمل البحث مستخدمين آخرين، من أصل 80 مستخدما يعملون لدى شركة العلف الحيواني بالبئر الجديد، ما أسفر عن اعتقل 5 مشتبه بهم آخرين، أحالتهم الضابطة القضائية أخيرا، بعد الانتهاء من التحقيق معهم، على الوكيل العام، فيما أصدرت مذكرتي بحث وتوقيف في حق مشتبه بهما اثنين، يوجدان في حالة فرار، من أجل اقتناء المسروق. وتزامنت هذه النازلة مع نازلة مماثلة، وقعت فصولها على بعد 20 كيلومترا جنوب مركز البئر الجديد، وتحديدا بتراب جماعة اثنين اشتوكة. وتكللت تحريات ميدانية، باشرتها الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بأزمور، باكتشاف عمليات سرقة ضخمة، كانت استهدفت شركة لعلف الدواجن، ويشتبه في تورط 10 أشخاص فيها. وتفجرت القضية على خلفية خلاف وسوء تفاهم بين المشتبه بهم، ما حدا بأحدهم إلى إشعار صاحب الشركة المستهدفة بالسرقات، التي تعرض لها دون علمه، ما دفعه إلى رفع شكاية في الموضوع. ومكن البحث الذي باشرته الضابطة القضائية، من اعتقال مستخدمين اثنين، وسائق من خارج الشركة، كان يتكلف بنقل العلف خلسة، على متن شاحنة مكتراة، بمعية شخص آخر، يتحدر من زاوية سيدي إسماعيل، جرى إيقافه بدوره، في حين يجري البحث عن شخصين آخرين، كانا يتعاونان مع الأخير، ويوجدان في حالة فرار. في موضوع ذي صلة، وبدلالة من المشتبه بهم الذين جرى وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية، انتقل المحققون إلى الجديدة، واستقدموا 4 أشخاص، كانوا يقتنون علف الدواجن المسروق، وضبطوا بحوزتهم، داخل محلاتهم التجارية، طنا و600 كيلوغراما من علف الديك الرومي، جرى حجزها، واسترجاعها إلى صاحب الشركة. وفور استكمال التحريات وإجراءات البحث، الأحد ما قبل الماضي، أحالت الفرقة الترابية المشتبه بهم الثمانية، على النيابة العامة.