بعد معاناة طويلة مع المرض، بمصحة القلب والشرايين في مدينة سلا، وتدهور حالته الصحية بشكل متسارع خلال اليومين الأخيرين، توفي الفنان المسرحي المغربي، والمنشط الإذاعي والتلفزي السابق، إدريس التادلي، أول أمس الأحد.. وووري جثمانه الثرى، أمس الاثنين، بمقبرة الشهداء بالرباط، بعد صلاة الظهر في مسجد الشهداء. وقبل شهور على رحيل التادلي، كان عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة بالرباط، وجه نداء عاجلا من أجل الاهتمام بالوضع الصحي المزري للفنان، وحصلت الاستجابة لذلك، إذ ألحق الراحل بالمستشفى العسكري بالرباط، وأجريت له عملية جراحية، لكن وضعه الصحي تراجع بشكل كبير، إلى أن توفي، أول أمس الأحد. ويعد الفنان إدريس التادلي أحد رواد التنشيط التلفزي والإذاعي بالمغرب، ساهم، إلى جانب نظراء له، في ترسيخ العمل الإعلامي بالمغرب، وفي التعريف بالعديد من الأصوات الغنائية المغربية، من خلال برنامج "أضواء المدينة"، الذي كان ينتجه الفنان حميد العلوي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. ومن تلك الأصوات، الراحلة رجاء بلمليح، ومحمد الغاوي، وفاطمة مقدادي، وآخرون. وفي تصريح ل"المغربية"، قال عبد العالي الرامي إن الفنان الراحل "لم يكن مجرد مبدع، بل إنسانا مخلصا لعمله وفنه ووطنه، وكان حضوره قويا ضمن العملية الإبداعية المغربية، وله الفضل العظيم في اكتشاف المواهب الشابة، عبر برنامج "أضواء المدينة" الذي انطلق سنة 1979". اشتغل الراحل مع النواة الأولى لفرقة المعمورة، أمثال الطيب العلج، والطيب الصديقي، والبشير السكيرج، وعزيز موهوب، وأحمد العلوي، وفاطمة الركراكي، ومليكة العمري، وصفية الزياني، والراحل محمد عفيفي. وشارك التادلي في مسرحيات عدة، منها "الناعورة"، و"الثري النبيل"، و"بنات الوطن"، و"القنطرة"، المقتبسة من عمل للمفكر المغربي الراحل، محمد عزيز الحبابي، وغيرها من الأعمال، التي خلدت اسمه في ريبرتوار المسرح المغربي، حسب الرامي. وأضاف الرامي أن الراحل زاول عمله كإداري بمسرح محمد الخامس بالرباط، قبل أن يقعده المرض ويتوارى عن الأنظار، معتبرا أن "الفنان يجب أن يحظى بالاهتمام في حياته، قبل مماته"، ودعا إلى تفعيل بطاقة الفنان، والاهتمام بالرواد، الذين غالبا ما يرحل العديد منهم في صمت. وكان إدريس التادلي قال، في تصريح بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، إن "الجيل الحالي لا يعرف الشيء الكثير عن جيل الرواد، وهذا ناتج، ربما، عن تقصيرنا، أو تقصير الصحافة، التي لا تهتم إلا بما هو موجود، ولا تهتم بالماضي، لكن، أيضا، هناك تقصيرا من طرف التلفزيون في التعريف بجيل الماضي"، مضيفا أن "جيل الرواد كان جيل التضحية، لأنه جاء بعد الاستقلال، والبنيات الأساسية لم توجد بعد، فكان من الضروري أن نضحي".