عادت جائزة "بوزغيبة"الدولية للفكاهة لسنة 2010، للرسام ومؤلف القصص (الكوميكس) المصورة الفنان السويسري، كلود دي ريبوبيير، الملقب بدريب. وقال الكاتب والفنان المغربي رزاق عبد الرزاق، مؤسس الجائزة، إن جائزة "بوزغيبة" رمزية، وليست مادية، موضحا أنها عبارة عن لوحة تشكيلية من توقيعه يقدمها للمحتفى به، بعد أن يرسمها وفق رؤية فنية تتماشى وطبيعة عمل الفائز بها. وذكر رزاق في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه أن جائزة "بوزغيبة للفكاهة"، التي انطلقت سنة 2005، خصيصا من أجل تحفيز أصحاب المواهب الفنية على مزيد من العطاء في ميدان السخرية اللاذعة، التي تتطرق لقضايا المجتمع، لإصلاح بعض الانحرافات والاختلالات في السلوكات والممارسات، منحت هذه السنة لرسام ومؤلف القصص المصورة الفنان السويسري، كلود دي ريبوبيير، الملقب بدريب، لما قدمه، من أعمال عكف على إنجازها، لأزيد من 3 عقود بتفان واجتهاد وحيوية، غير عابئ بمرور السنين، إذ كان همه الوحيد هو خدمة الفن والثقافة بصفة عامة. وأشار رزاق إلى أن شخصية "بوزغيبة"، التي خصص لها كتابا باللغة الفرنسية بعنوان يحمل العنوان نفسه "بوزغيبة"، شخصية فنية هزلية اختلقها من خياله، تتسم بالخفة والمرح والبساطة، وتزرع حولها جوا من البهجة في انتقادها لبعض الأوضاع الاجتماعية، مضيفا أن الكتاب يعرف بالفائزين بهذه الجائزة، التي يمنحها لكل من لمس فيه أنه يحمل بين جوانحه قدرات فنية تتسم بالتفرد، وتجنح نحو انتهاج أسلوب السخرية في التفاعل مع مختلف تجليات الحياة، مسلطا الضوء على مساراتهم وتجاربهم في الفن والحياة. ويعتبر السويسري دريب، المزداد سنة 1944 بلا تور دو بايلز بسويسرا، خامس شخصية تفوز بالجائزة، منذ تأسيسها سنة 2005، احترف الرسم وكتابة السيناريو، في العشرين من عمره، وانتقل إلى عاصمة الرسوم التصويرية بامتياز بروكسيل، حيث احتضنته استوديوهات "بايو" العالمية ومنحته فرصة إظهار مواهبه الفنية، كما ساهم دريب بشكل فعال برسوماته الهزلية في جريدة "تان تان" البلجيكية الشهيرة. في سنة 1970 أخرج دريب للوجود شخصية "ياكاري" المستوحاة من تاريخ الهنود الحمر كبطل لقصصه المصورة، تلتها بعد دلك قصص مغامرات أخريات أنجز رسوماتها بدقة، وأبطالها جلهم من شخصيات "الفارويست" وتحمل أسماء "بيدي لونجواي" و"ريد راود". ترجمت قصص "ياكاري" إلى 17 لغة من بينها الألمانية، والأندونيسية، والبرتغالية والصينية، والعربية. وكانت الجائزة في نسختها الرابعة من نصيب الفنان المغربي العربي الصبان، الذي يعد المغربي والعربي الوحيد الذي يتوج بها، بعدما كانت الفنانة الاسترالية باتريسيا بيسنين، أول الفائزين بالجائزة، بعد ابتكارها لمنحوتات فنية تمثل كائنات غرائبية، ذات ملامح مثيرة للتساؤل، وراجت صورها بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية، بسبب انتشار مزاعم وإشاعات تفيد أن تلك الصور تجسيد لمخلوقات تعرضت للمسخ جراء أفعالها الشريرة. وفي العام الموالي منحت جائزة بوزغيبة إلى طاقم برنامج في القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، عنوانه "ليس سحرا"، لخروجه عن المألوف، شكلا ومضمونا، ولطرافة الأفكار التي يطرحها، وتثير حولها دائرة واسعة من الجدل. وفي نسختها الثالثة كانت الجائزة من نصيب الباحث والفنان الهولندي، ثيو جونسن، الذي راكم تجربة فنية رائدة بخلقه لمجسمات فنية عملاقة تتحرك مثل الإنسان الآلي، وأطلق عليها اسم "حيوانات الشاطئ"، وهي مصنوعة من مواد بلاستيكية، وتبدو في منتهى الجاذبية والإثارة.