اجتاحت الحي الصناعي في مدينة تطوان، صباح أمس الاثنين، رائحة كريهة، تضاربت الأنباء بشأن مصدرها. هلع وسط العاملات بسبب الرائحة الغريبة (اندلوسي) وعاينت "المغربية"، ما بين الثامنة والتاسعة صباحا، عددا من العاملات والعمال يضعون أيديهم أو كمامات على أنوفهم، بسبب هذه الرائحة. وأجمع بعض العمال، في تصريحات متفرقة ل"المغربية"، على أن الظاهرة يعاني منها الوافدون على الحي الصناعي صباح كل يوم، وأن هذا الأمر تسبب في أمراض مختلفة في الجهاز التنفسي لعدد من العمال والعاملات، فضلا عن حالات التقيؤ المنتشرة في صفوف العمال، خاصة منهم النساء الحوامل، اللواتي يتعرضن على مدار الساعة يوميا للتقيؤ، وفي العديد من الحالات، يفقدن وعيهن . ونفت إحدى العاملات أن يكون مصدر هذه الرائحة معمل "أتيسا" لمعالجة النفايات الطبية، الذي سبق أن وجهت إليه أصابع الاتهام، السنة الماضية، بالتسبب في حدوث عشرات من حالات الإغماء في صفوف عاملات معمل "طمازا"، الذي يبعد عنه ببضعة أمتار. وقالت ( ح.أ)، إحدى العاملات، إن "نوع الرائحة، التي كانت تصدر من معمل "أتيسا" معروف، ولا يمكن لاثنتين من عاملات الحي الصناعي الاختلاف حوله، كما أن هذه الرائحة لم تكن تستمر في شوارع وأزقة الحي الصناعي سوى بضع ساعات، خاصة مع مطلع كل يوم أربعاء، ثم سرعان ما تختفي بعد ذلك". وأضافت العاملة "نظن أن هذه الرائحة، التي تنتشر بشكل قوي كل صباح، لها ارتباط بمخازن النفايات، ومن غير المستبعد أن تكون هناك كميات كبيرة من النفايات مخزنة في أحد الأماكن، الأمر الذي يتسبب في إفراز هذه الرائحة، خاصة أن عمال النظافة يمرون في الصباح لجمع النفايات". وكانت تقارير صحفية، وأخرى صادرة عن منظمات حقوقية ونقابية، اتهمت، السنة الماضية، معمل "أتيسا"، التابع لمجموعة أتيسا الأندلسية، الرائدة في مجال معالجة النفايات الطبية، في إسبانيا والبرتغال، والوحيد الممثل لهذه المجموعة بالمغرب، بإفراز غاز الديوكسين المسبب للسرطان، الذي أدى إلى حدوث عشرات من حالات الإغماء في صفوف العاملات والعمال . وتحدثت تلك التقارير عن "وصول شاحنتين مرقمتين في بولونيا، ذات ليلة أربعاء، أفرغتا حمولة من مواد، يفترض أن تكون لنفايات طبية، شرع في التخلص منها عن طريق الحرق في الصباح الباكر، قبل وصول العاملات إلى مؤسسة طمازا، التي تشرع في مباشرة الإنتاج ابتداء من السابعة من صباح كل يوم".