سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوفد المغربي شارك في اللقاء غير الرسمي الأخير برؤية تفاوضية واضحة وثابتة الفاسي الفهري في معرض تقديمه خلال اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب خلاصات لقاء منهاست
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الخميس، أن الوفد المغربي شارك في اللقاء غير الرسمي الأخير حول الصحراء بمنهاست، برؤية تفاوضية واضحة وثابتة. وأوضح الفاسي الفهري، في معرض تقديمه، خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، للخلاصات المتعلقة بهذا اللقاء، أن هذه الرؤية تستلهم بصفة أساسية التوجهات الملكية السديدة، وحرص المملكة المغربية على إيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي، على أساس مقترح الحكم الذاتي، وفي نطاق سيادة المغرب ووحدته الوطنية والترابية. وأضاف أن خصوم المغرب مازالوا يصرون، رغم محاولات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لخلق دينامية تفاوضية، من خلال مقاربة جديدة، أسهم المغرب في وضع آلياتها، على مواقفهم المتعنتة التي تخضع لمنطق المناورة والاجترار والعرقلة للمسلسل التفاوضي. وأكد الفاسي الفهري أن أحداث "اكديم إزيك" والعيون، كشفت القناع عن الوجه الحقيقي لخصوم الوحدة الترابية، "الذين عجزوا عن تقديم أدنى دليل عما كانوا ومازالوا يروجون له من أكاذيب، دون حس أخلاقي، بلغت حد المتاجرة بكل وقاحة بمشاعر أشخاص ما يزالون على قيد الحياة". وأردف أن جدولة الاجتماعات المقبلة التي ستعقد (يومي 21 و22 يناير ومارس 2011)، تتيح أفقا زمنيا للمفاوضات، ما يشكل فرصة لتقديم مبادرة الحكم الذاتي وضمان إشعاعها والاستغلال الأفضل للمقاربة التفاوضية الجديدة. وبخصوص تدابير بناء الثقة، أشار الفاسي الفهري إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أعلن عن استئناف برنامج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المتعلق بتبادل الزيارات العائلية، موضحا أن الأطراف الأخرى، هي التي عملت، منذ شهر مارس الماضي، على توقيف هذا البرنامج الإنساني الصرف، الذي مكن العديد من المحتجزين في مخيمات تندوف من صلة الرحم مع عائلاتهم وأقاربهم وذويهم، وكذا الاطلاع عن قرب على الحقائق التنموية في المنطقة. وخلص الفاسي الفهري إلى أن المبعوث الشخصي أكد، في البيان الصادر في نهاية هذه الجولة، ضرورة تفادي كل ما من شأنه الإساءة للمسار التفاوضي، في إشارة ضمنية لكل الاستفزازات والافتراءات المضللة، التي تحول دون إحراز تقدم جوهري وملموس في المسلسل السياسي تحت إشراف الأممالمتحدة. أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الخميس، أن نجاح المفاوضات حول الصحراء "سيظل ضعيفا بل ومنعدما"، في غياب استعداد الأطراف الأخرى للتوافق أو بذل المجهود الضروري للتوصل لحل سياسي. وقال الفاسي الفهري، في اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، خصص لدراسة (مستجدات القضية الوطنية)، إن الوفد المغربي أوضح خلال اللقاء غير الرسمي الأخير بمنهاست "أن الأطراف الأخرى ليست على استعداد للتوافق، أو بذل المجهود الضروري للتوصل لحل سياسي مقبول من طرف الجميع"، مؤكدا أنه "في غياب هذين المعطيين سيظل نجاح المفاوضات ضعيفا بل ومنعدما"، وأضاف أن الوفد المغربي أكد، خلال هذا اللقاء أن الأطراف الأخرى "غير مستعدة لتجاوز الوضع الراهن وليس لها التصور نفسه حول سياق وتكلفة إطالة أمد هذا الوضع، وليس لها أدنى اقتناع بأن حل المشكل أفضل بكثير من استمراره". كما شدد الوفد المغربي، يقول الوزير، على أن هذا الطرح المنغلق والمتحجر "هو في حقيقة الأمر مجرد مبرر للتهرب من التوصل إلى حل نهائي وتوافقي لهذا النزاع، الذي لم يولد سوى الفرقة والتمزق العائلي والمآسي الإنسانية الفظيعة منذ أزيد من ثلاثة عقود، وتسبب في هدر فرص الاندماج الاقتصادي والتنمية المشتركة في منطقة المغرب العربي". أما في ما يتعلق بالمناقشات الخاصة حول المقاربة المتجددة للمسلسل التفاوضي، أكد الفاسي الفهري أن هذه المناقشات أظهرت من جديد أن الطرف الآخر"يفضل التمسك بالوضع القائم، مستخفا بانعكاساته السلبية على جميع المستويات، بما فيها المخاطر المحدقة بالمنطقة". وأبرز الوزير أن الوفد المغربي قدم جملة من المقترحات العملية لتسريع مسار ووتيرة المفاوضات، تجاوبا من المغرب مع تصورات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، خاصة ما يتعلق باعتماد أساليب ومقاربات مبتكرة وجديدة، وتأكيدا على الإرادة الصادقة لطي هذا النزاع بروح من التوافق. ومن هذا المنطلق، أشار الفاسي الفهري إلى أن الوفد المغربي شدد على الدور التمثيلي الشرعي للمنتخبين المتحدرين من الأقاليم الجنوبية على المستويين الوطني والمحلي، رافضا بذلك الادعاء الباطل بأن "البوليساريو" هو "الممثل الوحيد" للسكان الصحراويين. وحول تفكيك مخيم "اكديم إزيك" وأحداث العيون، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه جرى، وبمبادرة من الوفد المغربي، تقديم جميع الحجج الدامغة والدلائل القاطعة حول أكاذيب الخصوم، قبل وأثناء وبعد تفكيك المخيم، وترويجهم لعبارات مرفوضة بكل المعايير كالحديث عن ارتكاب "أعمال وحشية"، واستعمال "أساليب التعذيب". ونوه بروح الإجماع الوطني والتعبئة القوية التي عبرت عنها جميع فئات الشعب المغربي للدفاع عن قضيتها المقدسة ورفضها القاطع لأي تطاول على الثوابت السياسية للمملكة ووحدتها الترابية، مجندة في ذلك وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهة أخرى، أبرز الفاسي الفهري أن المناقشات، خلال اللقاء غير الرسمي الأخير بمنهاست تناولت المبادرة المغربية حول الحكم الذاتي، حيث أوضح الوفد المغربي القيمة الخاصة لهذا المقترح، الذي لقي منذ طرحه في أبريل 2007 تجاوبا واسعا من طرف المجتمع الدولي، وكان له الفضل في إطلاق مسار تفاوضي مكثف وجاد تحت إشراف الأممالمتحدة. بالمقابل، يضيف الوزير، وبطلب من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، اكتفى الطرف الآخر بإعادة طرح ما يسمى بمقترحه المبني على الاستفتاء غير القابل للتطبيق، كونه مجرد محاولة لإحياء مخطط بيكر الثاني، الذي استبعده مجلس الأمن بصفة نهائية. وحول الاجتماعين غير الرسميين المقبلين المبرمجين في يناير ومارس 2011، قال الفاسي الفهري إن هذه الجدولة تعطي أفقا زمنيا للمفاوضات، ما يشكل فرصة لتقديم مبادرة الحكم الذاتي، وضمان إشعاعها والاستغلال الأفضل للمقاربة التفاوضية الجديدة.