قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أجرى اتصالا هاتفيا مع سلفا كير، زعيم جنوب السودان، لمناقشة مسار المفاوضات مع حكومة الخرطوم، وتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بإجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب بشكل سلمي وفي الموعد المقرر. الرئيس عمر البشير مستقبلا الرئيسين المصري والليبي (أ ف ب) وأضاف البيت الأبيض في بيان أن أوباما حث كير، أيضا، على"التواصل بجدية" مع الحزب الحاكم في الشمال لحل المسائل العالقة المرتبطة باتفاق السلام. وفي وقت سابق، قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي يتزعمها كير، إنها ستشكل جماعة معارضة في الشمال إذا انتهى الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من يناير المقبل، إلي الانفصال، وأنها ستسعى للحصول على دعم المواطنين المهمشين حتى من متمردي دارفور. من جهته، أعلن ياسر غرمان، المسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان، حركة التمرد الجنوبية السابقة، أن الحركة ستتحول إلى حزب سياسي مستقل في شمال السودان، بعد انفصال الجنوب، وقال عرمان، الذي ترشح للرئاسة في أبريل الماضي، أمام الرئيس عمر البشير، للصحافيين في الخرطوم إن "الحركة الشعبية وجدت لتبقى في الشمال وستصبح قوة سياسية يحسب لها حساب. نحن نعتمد على دعم كبير في الشمال. إن رؤية "السودان الجديد" ستظل رؤية الحركة الشعبية في الشمال". ويدعو الفرع الجنوبي للحركة الشعبية، التي تتولى السلطة في جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي إلى انفصال الجنوب. وفي حال اختار الجنوبيون الانفصال، سيستقل الجنوب في يوليوز المقبل. وعندها سيتحول الفرع الشمالي للحركة الشعبية إلى حزب سياسي مستقل ويحافظ على هدف تحقيق "سودان جديد" ديمقراطي وعلماني وفدرالي، وسيعارض الإسلام السياسي، الذي يدعو له الرئيس عمر البشير. وقال عرمان إن "الطريق، التي يقترحها الرئيس البشير ليست الطريق، التي تقود إلى سلام دائم" في شمال السودان، موضحا أن الحزب الجديد في الشمال سيختار رئيسه واسمه وسيكون مستقلا عن الحركة الشعبية في جنوب السودان. وحصلت الحركة الشعبية على عشرات الآلاف من الأصوات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الشماليتين المحاذيتين لجنوب السودان، خلال الانتخابات العامة في أبريل الماضي. وسيقيم الحزب الشمالي الجديد علاقات وثيقة مع دارفور، حيث تدور حرب أهلية معقدة، منذ 2003، ولكن ليس مع متمردي دارفور إذا أصروا على الاحتفاظ بالسلاح. وقال عرمان "نحن نشاطر أهل دارفور الأمل في بناء سودان جديد وتغيير المركز، الخرطوم، لأنه دون تغيير سياسي في الخرطوم لا يمكن تحقيق السلام الدائم". أسس جون قرنق، الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية، الحركة الشعبية لتحرير السودان في 1983. وتوفي قرنق في 2005 بعيد التوقيع على اتفاق سلام مع الشمال. على صعيد آخر، وصلت بطاقات التصويت المطبوعة في بريطانيا لاستفتاء تقرير المصير في جنوب السودان، أول أمس الأربعاء، إلى جوبا، عاصمة الجنوب، رغم سوء الأحوال الجوية في أوروبا. وقال دنيس كاديما، مسؤول شعبة الاستفتاء لدى الأممالمتحدة، لفرانس برس، "أؤكد وصول بطاقات التصويت ومعدات التصويت إلى جوبا. لقد أدى البرد (في بريطانيا) إلى تأخيرها لبضع ساعات، ولكن هذا لن يؤثر على توزيعها". وأضاف أنه "من الناحية الفنية، لا نرى ما من شأنه عرقلة تنظيم الاستفتاء في الموعد المقرر في 9 يناير المقبل". وستوزع الأممالمتحدة بطاقات التصويت والمعدات على الولاياتالجنوبية العشر بحلول عيد الميلاد ومن ثمة ستنقل إلى مكاتب الاقتراع بحلول 8 يناير المقبل. وكلفت شركة "تال سكيوريتي برنت" البريطانية مطلع ديسمبر الجاري، بطباعة مواد الاستفتاء التاريخي. ووقع عقد طباعة البطاقات قبل نهاية فترة تسجيل الناخبين، بهدف كسب الوقت. وطبعت في الإجمال 5،7 ملايين بطاقة في حين يبلغ عدد المسجلين ثلاثة ملايين ونيف. وسيجري الاحتفاظ بالبطاقات الزائدة في مستودعات مؤمنة. والاستفتاء، الذي سيختار خلاله الجنوبيون بين الاستقلال والبقاء ضمن سودان موحد، هو من البنود الرئيسية لاتفاق السلام الشامل، الذي أنهى في 2005 الحرب الأهلية، التي استمرت عقدين في السودان وخلفت نحو مليوني قتيل. وقال رئيس تنزانيا السابق، بنجامين مكابا، رئيس لجنة متابعة الانتخابات والمفوض من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال مؤتمر صحفي "نعتقد استنادا إلى ملاحظاتنا أن بالإمكان تنظيم استفتاء يحظى بمصداقية". ولكنه أضاف أنه "تبقى تحديات كبيرة" مثل تعبئة الناخبين وتمويل لجنة الاستفتاء من قبل الحكومة لدفع مرتبات الموظفين في مراكز الاقتراع وضمان حسن سير العملية دون معوقات.