أعلن الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أنه ملتزم بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير المصير في الجنوب، ولكنه شدد على أنه "لن يقبل بديلاً عن الوحدة،" قائلاً إن الدماء "ما سالت على ثرى الجنوب الحبيب إلا لتروي فيه شجرة التوحّد" على حد تعبيره.البشير ملتزم باتفاق السلام (أ ف ب) وأكد البشير، الذي كان يتحدث بمناسبة دورة الانعقاد الثانية للهيئة التشريعية القومية في السودان، أن حكومته "مع كل حوار يساند وحدة التراب السوداني"، مشيراً إلى أن اتفاق السلام الشامل مع الجنوب في جوهره "هو اتفاق وحدة لا انفصال". واعتبر البشير أن سكان الجنوب "مقتنعون بالوحدة حال توفر الحرية الكاملة لهم للاختيار"، مطالبا بتوفير الفرص العادلة للمواطن الجنوبي للأداء بصوته بحرية، ودعا للتمسك بالسلام وعدم العودة للحرب مرة أخرى. وتابع البشير، في كلمته التي أدلى بها بحضور وفود عربية وإفريقية، وتغطية إعلامية مكثفة، أنه أعطى توجيهاته حتى يجري ترسيم الحدود كاملة بين الجنوب والشمال قبل إجراء الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل، تأكيداً منه على التزامه اتفاقيات السلام. وفيما يتصل بالترتيبات الأمنية، عرض البشير "مراجعة مشتركة لكل ما أنجز في المراحل السابقة حتى تتمكن مؤسسات الحكم في الجنوب من تحّمل مسؤوليات الأمن في كافة ولايات الجنوب العشر، إضافة إلى تطوير ما ورد في الاتفاق حول مسؤولية الجيش الشعبي الذي يعد أحد مكونات الجيش الوطني السوداني". ولكن البشير شدد على أهمية الوحدة بالنسبة لحكومة الخرطوم، قائلاً "فما سألت دماء شهدائنا الطاهرة على ثرى جنوبنا الحبيب إلا لتروي فيه شجرة التوحّد .. ولا صابرنا على الحوار والتفاوض العسيرين سنين عددا لتكون قاتمة المشهد انسلاخ الأرض ووداع الشقيق". ويشهد السودان توترات سياسية وأمنية على خلفية اقتراب موعد الاستفتاء في الجنوب، أفادت أنباء واردة من العاصمة السودانية الخرطوم باندلاع اشتباكات بين عدد من مؤيدي وحدة السودان وآخرين يؤيدون انفصال الجنوب، أثناء مظاهرة تأييد للبشير. وأشارت تقارير إلى أن رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميرديت، دعا إلى نشر قوات دولية في المناطق الفاصلة بين شمال وجنوب السودان. وسبق ذلك اتهام الجيش السوداني قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تحكم منطقة الجنوب، بحشد قواتها عند الحدود في منطقة "النيل الأبيض"، معتبراً أن هذه التطورات "لا تساعد في قيام الاستفتاء" المتعلق بتحديد مصير الجنوب، وما إذا كان سكانه سيختارون الانفصال وتشكيل دولة مستقلة. ومن المقرر أن يصوت جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل على الانفصال أو الوحدة مع الشمال، بينما سيصوت سكان إقليم "أبيي" للانضمام إلى الجنوب أو البقاء مع الشمال، وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب لإنهاء الحرب عام 2005. من جهة أخرى، دعا الممثل الأميركي جورج كلوني المجتمع الدولي إلى الحؤول دون أن تلقي أعمال العنف بظلالها على الاستفتاء المقرر في جنوب السودان مطلع العام 2011, بعد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض. وحيا النجم الهوليودي جهود الرئيس أوباما على صعيد هذا الملف آملا أن تتحرك الدول الأوروبية لضمان أن يجري الاستفتاء بشكل سلمي. وكان كلوني زار المنطقة الأسبوع الماضي قبل تنظيم الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم السودان. وقال كلوني لدى خروجه من المكتب البيضوي "أمامنا 90 يوما للقيام بذلك هذا لن يكلفنا أي مليم ولن يكلفنا أرواحا بشرية. هذه ليست مسألة تتعلق باليسار أو باليمين". وحذر من احتمال أن تسعى الحكومة السودانية إلى منع تنظيم الاستفتاء بسلام داعيا إلى استخدام سياسة "الجزر والعصا" لحمل نظام الرئيس السوداني عمر البشير على عدم التدخل في سير الاستفتاء. من جهته، أعلن البيت الأبيض بعد اللقاء "دعمه لتطبيق" خطة إسلام العائدة للعام 2005 وجدد عزم الولاياتالمتحدة على العمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي "لضمان استفتاء سلمي ينظم وفقا للبرنامج".