بالموازاة مع حفل جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الخامسة، وإصدار منتخبات شعرية للكاتب الطاهر بن جلون، الفائز بالجائزة، أصدر "بيت الشعر في المغرب" عددا مزدوجا 17 و18 من مجلة "البيت".. المجلة الفصلية، التي يصدرها البيت، متضمنا حوارا طويلا مع الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، أجراه، وقدم له الشاعر محمد المومني، ومفسحا مجالا للشاعر الراحل محمد خير الدين، شاعر الغضب والاحتجاج، في باب "مقيمون في البيت"، يشتمل على منتخبات شعرية من قصائده ترجمها وقدم لها الكاتب مبارك وساط. وبما أن العدد تزامن مع الاحتفاء بالشاعر الطاهر بن جلون الفائز بجائزة الأركانة، فأفرد البيت حيزا في مجلته للشعر الفرانكفوني، ونشر لمجموعة من الأسماء الشعرية، التي تكتب بالفرنسية، وعلى رأسها الشاعر الطاهر بن جلون، إضافة إلى ترجمات لقصائد شاعرات من أميركا اللاتينية، قام بها الناقد يوسف ناوري، وقصائد لشعراء آخرين مغاربة وأجانب أمثال: منصف الوهايبي، وعماد فؤاد، وعبد الكريم كاصد، وإدريس الملياني، وأحمد لمسيح، ومبارك وساط، وعدنان ياسين، ومحمد أحمد بنيس، وعبد العالي دمياني. وإلى جانب هذه المواد يتضمن العدد أربع مقالات في باب "مؤانسات الشعري" هي: "هاينريش هانية والشرق" لمجيد الخطيب، و"أنسي الحاج والكهف الشعري" لنبيل منصر، و"الغموض وسؤال المعنى في كتابة محمد بنطلحة" لخالد بلقاسم، و"عطاء الشعر أو البدء الأخير" لعبد الصمد حمزي. وفي كلمة العدد، التي خصصتها المجلة لأسئلة القراءة والكتابة في زمن العولمة جاء أن "الإنصات إلى ما تسلل إلى القراءة والكتابة في زمن العولمة مكان واعد لتفكيك فكري، ولمقاومة شعرية. فقد حظي الشعر، قراءة وكتابة، بتقدير المفكرين والصوفية، لأنه أمن، في تحققاته العليا، حياة السؤال، ومكنه دوما من الانتساب إلى اللانهائي. مهمة هذا التأمين لا تنفك تتعقد وتتشعب، لأن دواعيها تنطلق من البناء الشعري ذاته. الشعر اليوم، مفتوح في مواجهة يقظة، تبدأ من تحصين ذاته، لا بمعيار يمنعه من الانفصال عن هذه الذات، وإنما بعمق يؤمن للانفصال دروبه المعرفية نحو المجهول. وهو مفتوح، أيضا، في ضوء آلياته الخاصة، على صون طاقته التفكيكية على نحو متجدد، يواكب تجديد الميتافيزيقا لوجوهها، التي تتحصن، راهنا، بمفهومات استهلاكية، لا يكف زمن العولمة عن العبور بها إلى منطقة القراءة والكتابة بوصفهما ضلعا رئيسا من أضلاع الثقافة". Extra