ذكر مصدر مطلع أن عناصر من الاستعلامات العامة في مدينة الدارالبيضاء فرضت، أمس الأربعاء، مراقبة على محلات لبيع الأعشاب والبخور وأشياء ربما تستعمل في أعمال السحر والشعوذة، تزامنا مع عاشوراء. وركزت عناصر الأمن على المحلات القصديرية بالسوق المعروف في درب السلطان باسم "الجميعة"، الذي شهد، خلال اليومين الماضيين، إقبالا كثيفا، خصوصا من طرف النساء، اللواتي يقصد بعضهن "العطارة" لشراء بخور عاشوراء، في حين، تقصد أخريات المحلات المذكورة لشراء سلع غريبة، يرجح أنها تستعمل في أعمال السحر والشعوذة، ل"تطويع" أزواجهن، أو أشياء من هذا القبيل. وعاينت "المغربية"، ليلة أمس الأربعاء، باعة أعشاب يبيعون الأحلام أو "الوصفات الطبية" لكل الأمراض، من أعشاب ونباتات وقشور الفواكه، وحتى بعض أعضاء الحيوانات، التي يدعون أنها تصلح لمغص المعدة والسكري والضغط وآلام الرأس، وحتى للضعاف جنسيا، ناهيك عن حبوب، وبقايا حيوانات تباع سرا، خوفا من أعين الأمن. أزيد من أربعين محلا قصديريا، يتربع داخله باعة أعشاب، بعضهم يرتدي وزرا بيضاء، وكأنهم أطباء متخصصون، وآخرون يلتحفون "دراعيات"، ويستعينون بعصي طويلة، لتسليم الأعشاب لزبنائهم. ومن أغرب السلع، التي عاينتها "المغربية" نساء يقبلن على شرائها، هناك "تاتة عزبة"، وهي حرباء يجري حرقها حية رفقة بخور، من أجل "طرد النحس، أو إبطال السحر"، ليلة عاشوراء. وتقول حسناء، التي لم تتجاوز عقدها الثالث، ذات البشرة القمحية، والعينين السوداوين "هنا، العشابة بمثابة أطباء متخصصين، تربطهم علاقات وثيقة مع الزبناء البسطاء، الذين يختارون النباتات اليابسة للتدواي، بدل أدوية، يمكن أن تشفيهم، ويمكن أن تؤزم وضعيتهم، كما أنهم متخصصون في بيع البخور بمناسبة عاشوراء، بكل أصنافها". حسناء، ذات الوجه المستدير والقوام الممشوق، قالت إن أغلب النساء، اللواتي يقصدن السوق المذكور، فقدن مصدر رزق، أو أجهضن بلا سبب واضح، أو فتيات لم يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من عشاق مهجورين، وأحبة ممنوعين من الوصال. كل هؤلاء، وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون، حسب اعتقادهم، مطاردة "العكس" ولعنة "التابعة"، ما جعلهم يقبلون بكثافة، بمناسبة عاشوراء، على المحلات القصديرية، التي حركت رجال الاستعلامات بالدارالبيضاء من مكاتبهم.