شكلت قضية الصحراء المغربية والأحداث التي شهدتها مدينة العيون في نونبر الماضي, محور مباحثات أجراها الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر, أمس الجمعة ببروكسيل, مع الوزير -الرئيس الفلاماني كريس بيترز. وخلال هذا اللقاء, استعرض عامر, الذي كان مرفوقا بسفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ السيد سمير الظهر, آخر تطورات القضية الوطنية في ضوء المقترح المغربي لمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة. كما قدم الوزير كافة التفاصيل المتعلقة بأحداث العيون, حيث أثبت, بالدليل القاطع , المناورات الواضحة لبعض وسائل الاعلام الاسبانية, التي استغلت هذه الأحداث في محاولة للتشويش على في المفاوضات المباشرة في مانهاست. وأبرز عامر الحكمة وضبط النفس اللتين تحلت بهما قوات الأمن المغربية خلال لتفكيك مخيم (كديك إيزيك), مذكرا في هذا الصدد بأن العدد الأكبر من الضحايا كان في صفوف قوات الأمن المغربية الذين تعرضوا للقتل بطرق وحشية. ومن جهة أخرى, أكد الوزير على أهمية الجالية المغربية بوصفها ارثا مشتركا بين البلدين, مؤكدا أن هذا المعطى البشري مدعو, على هذا النحو, للاضطلاع بدور في التقريب بين المغرب وبلجيكا وتعزيز التعاون الثنائي, خاصة مع جهة فلامانيا. كما أبرز أهمية تجربة دار الثقافة المغربية الفلامانية (داركم), باعتبارها فضاء للتبادل والحوار لمواكبة اندماج الجالية المغربية, خصوصا الجيل الجديد, وتعزيز الروابط مع بلده الأصلي. واضاف أن هذا المشروع, الذي تدعمه الحكومتان المغربية والفلامانية, موجه لكافة الجاليات. ومن جانبه, أكد سمير الظهر على أهمية مشروع (داركم) باعتباره مرجعا ثقافيا للأجيال المغربية الصاعدة, التي تشكل أكبر جالية مسلمة في بلجيكا من أجل إدراجها في مقاربة للاعتدال والتسامح تعود بالفائدة سواء بالنسبة لبلجيكا أو بالنسبة للمغرب. وفي سياق متصل, أعرب كريس بيترز عن استعداده للعمل بتشاور مع الجانب المغربي لتطوير المبادلات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. كما أكد استعداد الحكومة الفلامانية لتسريع وتيرة تفعيل هذا المشروع الثقافي. وأعرب بيترز عن تشكراته للوزير والسفير المغربيين على المعلومات والتوضيحات الهامة التي قدموها له بخصوص أحداث العيون, مشيدا بمظاهر التنمية المسجلة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.