شيعت، عصر أول أمس الأربعاء، جنازة نور الدين السارتي، رجل الوقاية المدنية، الذي لقي حتفه أثناء عملية إنقاذ وإخراج جثث ضحايا سقوط حافلة نقل المستخدمين في وادي قرب مدينة بوزنيقة، إذ ووري الثرى في مقبرة الرحمة بالدارالبيضاء، بعد أداء صلاة الجنازة في مسجد الطاهري، بحي بوركون. جانب من التشييع الرسمي لجنازة رجل الوقاية المدنية (خاص) ونقل جثمان الراحل إلى بيت عائلته في شارع سيدي محمد بن عبد الله، حيث نظمت جنازة رسمية، وحمل على أكتاف أفراد من الوقاية المدنية، بزيهم الرسمي. وحضر تشييع الجنازة الجنرال عبد الكريم اليعقوبي، المفتش العام لجهاز الوقاية المدنية، ومدير الموارد البشرية للجهاز نفسه، وممثل عن والي ولاية أمن الدارالبيضاء، بحضور عامل مقاطعة أنفا، وزملاء الراحل في العمل. وقال خالد السارتي، أحد إخوة الراحل ل"المغربية"، إن عائلة المتوفى مكلومة لفقدان معيلها الوحيد، إذ كان المسؤول المالي والاجتماعي عن أسرته الصغيرة، المتكونة من الزوجة والأطفال، عبد الله (14 سنة) وعثمان (12 سنة)، وراوية ( 6 سنوات)، إلى جانب مسؤوليته تجاه الأم والإخوة، باعتباره الأخ الأكبر. ولم يخف شقيق شهيد الواجب مخاوفه من المصير، الذي قد يؤول إليه أبناء الراحل، سيما أنهم ما زالوا صغارا، وفي سن التمدرس، والزوجة عاطلة عن العمل، معتبرا أن مسار حياة الأسرة سيتغير بعد وفاة الأب، إذ قررت الزوجة ترك البيت، الذي تكتريه الأسرة في مدينة ابن سليمان، والعودة للعيش مع عائلة المتوفى، الذي لم تسمح له ظروفه المالية بشراء بيت. وكان نور الدين السارتي (52 سنة)، انضم إلى جهاز الوقاية المدنية في مدينة الدارالبيضاء، عام 1980، وفي سنة 1999، التحق بمدينة ابن سليمان. وقال زملاء له في العمل ل"المغربية" إنه عرف بحسن الخلق والشجاعة لمواجهة المخاطر، كما عرف بأنه يجيد السباحة، ويستطيع الغوص في المياه، ما جعل بعضهم يرجح فرضية اصطدامه بصخرة في الوادي، كسبب لوفاته، خلال التدخل في حادثة سقوط حافلة لنقل المستخدمين في واد قرب بوزنيقة، ووفاة حوالي 30 منهم.