قضت المحكمة التجارية الابتدائية بمدينة مراكش، بعدم الاختصاص في الدعوى القضائية، التي تقدم بها فؤاد خيري، مدير المهرجان الدولي للضحك، ضد الفكاهي المغربي جمال الدبوز، المقيم بفرنسا، يتهمه من خلالها بقرصنة فكرة واسم المهرجان المذكور، والعمل على تنظيم مهرجان آخر، خلال شهر يونيو المنصرم، يحمل اسم "المهرجان الدولي للفكاهة" في نسخته الأولى. وقررت هيئة الحكم بالمحكمة التجارية إحالة القضية على الغرفة المدنية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، للفصل في النزاع القائم بين الطرفين، مبررة قرارها بكون النزاع يندرج ضمن قانون حماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وليس له طابع تجاري، في الوقت الذي يتمسك الطرف المدعي بملتمساته، التي تقدم بها في الدعوى الاستعجالية، والمتمثلة أساسا في إصدار قرار يقضي بتوقيف المهرجان، ومنع لوحاته الإشهارية، من خلال الطعن بالاستئناف في قرار المحكمة التجارية الابتدائية. واعتبرت سلوى المجادلي، محامية بهيئة المحامين بمراكش، عملية إقدام جمال الدبوز، ظاهرة المجتمع الفرنسي في الفكاهة، على تنظيم تظاهرة بالاسم نفسه ونوعية النشاط ذاتها، قرصنة واضحة لفكرة فؤاد خيري، الذي يستعد لتنظيم الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للضحك، خلال شهر دجنبر المقبل. وأوضحت المجادلي، دفاع الطرف المدني، في اتصال ب "المغربية"، بأنها تعتزم رفع دعوى قضائية في الموضوع كخطوة ثانية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت موكلها، بناء على طلب إجراء خبرة، يعهد بها إلى خبير محلف لدى المحاكم، للكشف عن حجم الأضرار المادية، مؤكدة أن موكلها راكم تجربة ثلاث سنوات من عمر المهرجان، اكتسب من خلالها حقوقا وخلق منها جمهورا واسعا، جرى استغلاله من طرف المدعى عليه، لإعطاء دفعة قوية لمهرجانه في نسخته الأولى، الذي شهد مشاركة الكوميدي الفرنسي إدي سيمون، والفكاهي الفرنسي ذي الأصول الجزائرية عبد القادر سيكتور. وكان المهرجان الدولي للضحك في دورته الثالثة، شهد مشاركة فنانين من فرنسا وبلجيكا والمغرب، وتضمن برنامجا يمزج بين أنواع مختلفة، من الفكاهة المتميزة بطابعها الفني والإبداعي، وشكل مناسبة للتعريف بساحة جامع الفنا، التي جرى تصنيفها كتراث شفوي للإنسانية، إذ منح لرواد الفكاهة بالساحة العالمية فرصة لإبراز طاقاتهم ومواهبهم أمام الجمهور، وعشاق الفكاهة بمدينة مراكش.