يرى أغلب مشجعي الكرة في المغرب أن ديربي الغريمين، الرجاء والوداد البيضاويين، رقم 109 المقرر إجراؤه، غدا الأحد، ابتداء من الرابعة والنصف بعد الظهر (التوقيت الجديد) عوض الثانية، بالمركب الرياضي محمد الخامس.. تنافس متجدد بين الوداد والرجاء (مشواري) ضمن الجولة 10 من الدوري الوطني، لن يشذ عن القاعدة، وسيستأثر، أيضا، باهتمام الجماهير العربية والإفريقية، لأنه أتى في ظرف استثنائي وحاسم، وبصرف النظر عن ذلك، فهو في كل الحالات مرجح لإحداث رجة وانقسام داخل مكتبي الفريقين في حالة الهزيمة. ويعود تأخير موعد قمة الرجاء والوداد لدواع أمنية صرفة، باعتبار أن مسيرة التضامن الشعبية مع شهداء الوطن لأحداث العيون الأخيرة، ستنطلق ابتداء من الحادية عشرة والنصف صباحا بمختلف مدن المملكة. ويوجد الوداد في وضع حرج قبل الديربي، باعتبار أن هزيمته الأخيرة أمام النادي الإفريقي التونسي، ضمن دور إياب نصف نهاية كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة (0 – 3)، زادت من زرع المخاوف وسط الجماهير الحمراء، قبل مباراة الديربي، الذي ينظر إليه بمثابة فرج وأزمة في الوقت ذاته، فالفوز على الرجاء ولو بهدف وحيد، سيلطف الأجواء ويعيد نغمة الاستقرار داخل القلعة الحمراء، كما سيجمع الشمل، ويدفع إلى عقد تصالحات بين بعض مكوناته، التي لجأت للقضاء لفض النزاعات. أما في حالة العكس، فإن إدارة الوداد ستكون مقبلة على عدد من التغييرات، أهمها إقالة المدرب الإيطالي كارزيتو، الذي تعاقد معه الفريق في نونبر الماضي، أي أنه على رأس الفريق لمدة شهر فقط، بعدما خلف البرازيلي دوس سانطوس، علما أن أخبارا غير رسمية تشير إلى أن إدارة الوداد تتفاوض مع بعض المدربين الجدد، وفي مقدمتهم الفرنسي فليب تروسي، المدرب الأسبق للمنتخب الوطني. في المقابل، ورغم أن الرجاء ينعم بالاستقرار، وأحسن حالا من جاره، سيما أن إدارته التقنية الجديدة بقيادة امحمد فاخر تسير في الاتجاه الصحيح، إذ منذ قدومه بدأت تتحسن النتائج والمستوى التقني، حسب المراقبين، غير أن جماهير الخضراء تنظر للديربي من زاوية أخرى، وأية نتيجة سلبية قد تحدث تغييرات، خصوصا أن بعض الرجاويين يرون في الفريق عدم قدرته على مواجهة التحديات القارية، رغم الانتدابات الوازنة، التي يرجح أن تتعزز خلال فترة الانتقالات الشتوية، حسب المدرب فاخر. الديربي 109 مرجح، في كل الحالات، بأن يحدث زلزالا داخليا في مكتبي الرجاء والوداد في حالة الهزيمة، حسب الكثير من مناصري الفريقين، وبعيدا عن كل الحساسيات، فإن الكرة المغربية هي المستفيدة والمنتصرة في حال ما إذا عمت ديربي العاصمة الاقتصادية، أو العرس الرياضي الكبير، الروح الرياضية، والتنافس الشريف، ويظل محافظا على طابعه المثير والمشوق، الذي ميز، دوما، مباريات الرجاء والوداد منذ 55 سنة. وينتظر أن يشهد الديربي، الذي سيستنفر السلطات الأمنية بمختلف تشكيلتها (5000 رجل أمن)، حضور ضيوف وازنين، في مقدمتهم البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني، ولجنة التفتيش التابعة للاتحاد الإفريقي "الكاف"، التي قامت بمعاينة عدد من المرافق والمركبات الرياضية الوطنية، في أفق تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم سنة 2015 أو 2017.