قدم الكاتب والمخرج المغربي، يوسف فاضل، أخيرا، شريطه التلفزيوني الجديد "طعم الصداقة" في العرض ما قبل الأول بأحد فنادق الدارالبضاء يوسف فاضل بحضور أغلب الممثلين، الذين شخصوا أدوار الفيلم، منهم ثريا العلوي، وصلاح الدين بنموسى، وبنعيسى الجيراري، وزكريا لحلو وآخرون، إلى جانب التقنيين، والعديد من الإعلاميين والمهتمين بالإبداع الدرامي الوطني. وقال فاضل، خلال تقديمه للشريط، إن فيلمه التلفزيوني الجديد "طعم الصداقة"، الذي سيعرض على شاشة القناة الثانية، مساء الجمعة المقبل، هو أول عمل له مع "دوزيم" كمخرج، مشيرا إلى أنه لن يتحدث عن الفيلم، وسيترك الحكم للجمهور، الذي اعتبره الحكم الأول والأخير على أي عمل فني. وأثنى فاضل على جميع العاملين في الفيلم ممثلين وتقنيين، وذكر بالأجواء الجيدة، التي طبعت علاقته بالطاقم، خلال فترة التصوير، مشيرا إلى أن أي نجاح سيحققه الشريط، سيكون الفضل فيه للجميع، الذين حرصوا منذ البداية على بذل كل ما بوسعهم لخروج الفيلم في أحسن حلة. من خلال هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه حول تيمة محورية هي "الصداقة"، التي تجمع بين ممثلين شابين "السيمو" و"رشيد" وتوشك على الانهيار بعد ظهور "ليلى" كطرف ثالث، حاول يوسف فاضل المهووس بالمسرح، بلغة كوميدية شيقة تسليط الضوء على العديد من القضايا منها المسرح، مبرزا معاناة الممثل، الذي يجد صعوبة في تقديم أعماله إلى التلفزيون، الذي يبقى الأمل الوحيد له أمام غياب مؤسسات من المفروض أن تأخذ على عاتقها مسؤولية دعم العمل الفني، كما سلط الضوء على واقع الممثلين المغاربة، الذين يشاركون في الأعمال السينمائية العالمية، التي تصور بالمغرب، والتي غالبا ما تكون مسيئة إلى هوية الممثل، الذي لا يجد بدا من المشاركة فيها، فهي على الأقل توفر له دخلا يمكنه من مجابهة ظروف الحياة الصعبة، أمام قلة الإنتاجات الوطنية، وجشع المنتجين المحليين، الذين يتماطلون في أداء مستحقات الفنانين والتقنيين. في فيلمه الجديد، الذي كتبه وأخرجه لفائدة القناة الثانية، وقدمه على طريقة المسرح، من خلال تقسيم مشاهده إلى فصول، لا يتوانى فاضل، الذي عودنا على لغة تعري وتفضح، من تسليط الضوء على أزمة الشغل، وظاهرة العزوف عن الزواج، والعنوسة، والبخل والطمع. وتدور أحداث الشريط التلفزيوني، الذي ينتمي إلى جنس الكوميديا الاجتماعية، حول شابة في مقتبل العمر تجد نفسها مضطرة إلى مغادرة مدينتها الصغيرة، في اتجاه الدارالبيضاء للبحث عن عمل، بعد اقتناعها بصعوبة تغيير سلوك خطيبها، الذي لا يستطيع اتخاذ أي قرار، من دون الرجوع إلى والدته. بعد وصولها إلى الدارالبيضاء، وأثناء انتظارها وصول عمها "الزواق"، الذي يجسد دوره الممثل صلاح الدين بنموسى، ستصادف "ليلى"، التي تجسد شخصيتها الممثلة القديرة ثريا العلوي، شابين يحلمان بتقديم مسرحية للتلفزيون، ولا ينقصهما سوى ممثلة، ما سيجعلهما يعرضان عليها فكرة الانضمام إليهما. مع مرور الوقت، وأمام مطالبة عمها البخيل "الزواق" بإيجار الغرفة التي تسكنها، ستجد ليلى صعوبة كبيرة في الإقامة بالبيضاء، خصوصا بعد عجزها عن الحصول على فرصة عمل، ما سيدفعها إلى قبول الانضمام إلى "رشيد" و"السيمو"، زكريا لحلو وبنعيسى الجيراري، اللذين سيقعان في حبها، ويدخلان في صراع خفي من أجل الفوز بقلبها. بعد تشنج العلاقة بين الصديقين، سيتفقان على مقاطعتها، ما سيضطرها إلى العودة إلى بلدتها الصغيرة، والقبول بخطيبها "حميد" رغم عيوبه. للإشارة، يتوزع إنتاج الكاتب والمخرج المغربي يوسف فاضل، الذي ولد سنة 1949 بالدارالبيضاء، وانضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1982، بين الكتابة المسرحية، والقصصية والروائية، وكتابة السيناريو، والإخراج. من أهم كتاباته مسرحية "حلاق درب الفقراء"، التي حولها إلى سيناريو لأشهر فيلم سينمائي مغربي أخرجه الراحل محمد الركاب، ومسرحيات "صعود وانهيار مراكش"، و"سفر السي محمد"، و"جرب حظك مع سمك القرش"، وأيام العز"، كما كتب العديد من السيناريوهات، والعديد من الروايات، التي تتقاطع وتتفاعل بشكل كبير مع روايات الراحل محمد شكري، في تركيزها على عوالم المهمشين ولغاتهم العارية والجريئة، خصوصا في رواية "ميترو محال"، ومن أعماله الروائية نذكر، "الخنازير"، و"أغمات"، و"ملك اليهود"، و"حشيش"، و"حديقة الحيوان".