عقدت المركزيات النقابية الوطنية الأربع، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أخيرا، بالرباط، اجتماعا، في إطار اللجنة الدائمة للدبلوماسية النقابية.. خصص للتداول في شأن التطورات المرتبطة بموضوع الوحدة الترابية للمغرب، عقب أعمال الشغب المدبرة، التي ركبت على الاحتجاجات، التي عبر عنها مواطنون مغاربة بالعيون من أجل مطالب اجتماعية تهم "الشغل والسكن". وعبرت المركزيات النقابية في بلاغ مشترك توصلت "المغربية" بنسخة منه، عن "إدانتها الشديدة للأعمال الإجرامية التي نفذت بعدوانية بالعيون، وأدت إلى إزهاق أرواح زكية من القوات العمومية المغربية، التي استشهد عدد من أفرادها دفاعا عن الوطن، وحماية لأمن المواطنين". ودعت النقابات الأربع حكام الجزائر إلى "التخلي عن أطروحاتهم ومخططاتهم المستهدفة للوحدة الوطنية لبلادنا، معتبرة أن الأولوية بالجزائر الشقيقة توفير الجهود لاستقرار الجزائر ودمقرطتها، بدل ركوب أوهام توسعية لن تجد من المغاربة إلا صمودا ووحدة تتكسر فوق صخرتها كل المؤامرات الرخيصة". ووجهت النقابات الأربع نداء للقوى النقابية، ولكل منظمات المجتمع المدني بالجزائر، لتبين حقيقة الأوضاع، والتجاوب مع روابط التاريخ والمصير المشترك، لدعم مقترح المغرب، لنزع فتيل نزاع وصراع طال واستطال، يجعل المنطقة عرضة لهزات لا تخدم الطموحات المغاربية المأمولة في الوحدة والدمقرطة والتنمية المنشودة. كما دعت المنظمات والهيئات النقابية والمدنية، لدعم جهود المغرب، ومقترحه الإيجابي، للخروج بالمنطقة من هذا النزاع المفتعل. وعبرت المركزيات النقابية عن قلقها الشديد جراء الأعمال العدوانية، التي أثيرت بالعيون، وعن موقفها المتمسك بالوحدة الوطنية لبلادنا، دون تفريط في الطموح المغاربي المشروع، الداعي إلى نبذ كل السلوكات التوسعية، والتآمرية، والانفصالية بكل الأقطار المغاربية، وتبني نهج الحوار، والبحث عن الحلول الواقعية، لتجاوز ما يعرقل جهودنا الجماعية، لتشييد الوحدة المغاربية. وأكدت النقابات المذكورة تمسكها المطلق بالوحدة الوطنية للمغرب، داعية لليقظة، والحذر لمواجهة مخططات كل المتآمرين ضد الوحدة الوطنية لبلادنا، بالمزيد من تقوية الجبهة الداخلية. واستنكرت النقابات الأربع ضلوع منابر إعلامية، وقوى سياسية لا تدرك خلفيات وطموحات الجزائر والانفصاليين، في التعبير عن آراء تفتقر للمصداقية، فضحتها أخيرا ما روجته بعض وسائل الإعلام الإسبانية، من مواقف بنتها على مغالطات مفضوحة من قبيل، ترويج مشاهد وصور من وقائع العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يجري بفلسطين عموما، ومحاولة تغليط الرأي العام، باعتبار تلك الصور والمشاهد جرت وقائعها بالعيون. وطالبت المركزيات النقابية في بلاغها الأممالمتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والقارية والجهوية، بفضح الممارسات الفاشية للانفصاليين، الذين اختطفوا واعتقلوا مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المواطن الصحراوي، الذي ما زال مجهول المصير لدى البوليساريو، فوق التراب الجزائري، والقيام بالعمل المطلوب لإطلاق سراحه، وحماية حقه في التعبير عن رأيه. وأشارت النقابات الأربع إلى أن الانفصاليين، نسجوا، بتخطيط ودعم مكشوف لأجهزة الاستخبارات الجزائرية، والحاكمين باسم العسكر الجزائري، خيوط تهجم عدواني، يتجاوب مع المطامح التوسعية للنظام الجزائري، لعرقلة المساعي التي يبذلها المغرب، من أجل إخراج المنطقة من وضع نزاع مخدوم ومفتعل، ويستهدف إضعاف مقترح الحكم الذاتي بالصحراء في ظل السيادة المغربية، ويكرس صراعا ونزاعا يتعارض بالمطلق مع طموحات عموم مكونات الفضاء المغاربي في التقارب والتعاون والتضامن والتكامل على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يخدم دمقرطة وتنمية وإقلاع منطقتنا المغاربية ككل.