لقي ثلاثة أشخاص، على الأقل، بينهم شقيقان وامرأة مسنة، مصرعهم، في أحدث هجومين ضمن سلسلة الهجمات، التي تستهدف المسيحيين في العراق، وفق ما أكدت مصادر الشرطة العراقية. وقالت مصادر شرطة الموصل، كبرى مدن محافظة "نينوى"، إن مجموعة من المسلحين اقتحموا ورشة لتصليح السيارات في إحدى المناطق الصناعية بالمدينة، وأطلقوا النار على شقيقين مسيحيين، يمتلكان الورشة، فأردوهما قتيلين على الفور. كما عثرت الشرطة العراقية، على جثة امرأة مسيحية مسنة، لقيت حتفها شنقاً في منزلها بوسط المدينة، التي تبعد حوالي 370 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد، دون أن تتضح على الفور ملابسات الهجوم. يأتي هذان الهجومان ضمن سلسلة من سلسلة الهجمات ضد المسيحيين العراقيين، التي بدأت بالعاصمة بغداد أواخر أكتوبرالماضي، قبل أن تنتشر في شمال العراق، خاصةً في مدينة الموصل، التي تتميز بتنوع سكانها من مختلف الطوائف العراقية. وشهد الأسبوع الماضي، انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارة مملوكة لرجل مسيحي، ما أدى إلى مصرعه وابنته البالغة من العمر ست سنوات، وفق ما أكدت مصادر الشرطة المحلية، وتزامن الانفجار، الذي وقع في الجزء الشرقي من المدينة، مع أول أيام عيد الأضحى. وجاء ذلك الهجوم بعد يوم من مقتل مسيحيين آخرين، في هجوم مزدوج، عندما قام مسلحون بمهاجمة منزلين لأسرتين مسيحيتين في ضاحية "التحرير"، في الجزء الشرقي من المدينة، وأطلقا النار على الرجلين فأردوهما قتيلين قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي وسط الموصل، وقع هجوم آخر في التوقيت نفسه تقريباً، نجم عن انفجار عبوة ناسفة خارج أحد المنازل، التي يسكنها المسيحيون، إلا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا، إلا أنه تسبب في تدمير واجهة المنزل. وكان مسلحون، يُعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، شنوا هجوماً على كنيسة "سيدة النجاة"، بالعاصمة العراقية أواخر الشهر الماضي، وقاموا باحتجاز عشرات الرهائن، وأثناء محاولة القوات العراقية إطلاق سراح الرهائن، دارت اشتباكات أسفرت عن سقوط حوالي 70 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً. وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب عدد كبير من المسيحيين، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم قالوا إنهم لا يمتلكون الوسائل، التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة. في المقابل، دعا العديد من أساقفة الكنائس والمسؤولين في الحكومة العراقية، ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، مسيحيي العراق، الذين يُعدون من أقدم الحضارات المسيحية في العالم، إلى عدم مغادرة العراق. وتراجعت أعداد مسيحيي العراق، الذين قدر عددهم بما يقرب من 1.4 مليون نسمة عام 2003، إلى نحو 500 ألف فقط، إثر فرار الكثيرين منهم بعد الغزو الأمريكي للعراق مطلع العام نفسه. من جهة أخرى، أعلن موقع ويكيليكس الإلكتروني أنه سينشر وثائق سرية جديدة وصفها بأنها أكبر سبع مرات من الوثائق التي سربها قبل أسابيع بشأن الحرب الأميركية على العراق. وقال الموقع على صفحته بموقع تويتر الاجتماعي إن الإصدار المقبل يبلغ سبعة أضعاف حجم الوثائق المسربة عن تلك الحرب. يأتي ذلك بعدما نشر الموقع -المتخصص في نشر الوثائق السرية- الشهر الماضي نحو 400 ألف وثيقة تحدثت عن تعذيب واسع يمارسه الأمن العراقي ويغض الجيش الأميركي عنه الطرف، كما عرضت أرقاما عن ضحايا الحرب المدنيين يفوق الأرقام المعلن عنها. وقال الموقع بخصوص الوثائق المقبلة إن "الضغط مكثف حولها منذ أشهر.. ساعدونا لنبقى أقوياء"، ووضع الموقع رابطا للراغبين في التبرع له. واعتبر أن الأشهر المقبلة ستشهد ولادة عالم جديد يعاد فيه تعريف التاريخ العالمي. ولم يقدم الموقع تفاصيل حول محتوى تلك الوثائق أو التوقيت المحدد لنشرها، واكتفى بالقول إنها ستجري "خلال الشهور المقبلة". ويأتي هذا الإعلان بعد إصدار محكمة ستوكهولم مذكرة اعتقال بحق مؤسس الموقع جوليان أسانغ للاشتباه في ارتكابه عمليات اغتصاب وجرائم جنسية، وهي مزاعم نفاها أسانغ. ويسمح الحكم الصادر عن المحكمة لممثلي الادعاء بطلب المساعدة من دول أخرى لاعتقال أسانغ ذي الجنسية الأسترالية. وكان الموقع نشر في يوليوز الماضي نحو 77 ألف وثيقة أميركية عن حرب أفغانستان، وأثارت تلك التسريبات غضب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كما أثارت ضجة عالمية.