كشفت مصادر متطابقة أن أشخاصا بالزي المدني، يعتقد أنهم محسوبون على أحد الأجهزة الأمنية، نفذوا، مساء أول أمس الأحد، حملة اعتقالات في مدينة فاس، أسفرت عن إيقاف أربعة أشخاص، اثنان منهم تربطهما صلة قرابة. وأفادت المصادر أن العملية الأولى استهدفت عز الدين (ب)، البالغ من العمر 22 سنة، الذي فوجئ، بعد مغادرته منزل والدته، بأشخاص بالزي المدني يترجلون من سيارة بيضاء، أثناء استعداده لركوب دراجته النارية، وطلبوا منه الذهاب معهم. وذكرت المصادر أن عز الدين، وهو بائع عطور، متزوج من امرأتين وله بنت وولد، كان يستعد للعودة إلى منزله الواقع بأولاد الطيب، عندما ألقي عليه القبض، مبرزة أن محله، الذي يمتهن فيه نشاط بيع العطور، يوجد في سيدي إبراهيم. أما العملية الثانية، تؤكد المصادر، فطالت ياسين (26 سنة)، الذي تربطه بعز الدين صلة قرابة، مشيرة إلى أن المعني بالأمر يقطن في إقامة الضحى بمنطقة زواغة، كما أنه يمتهن نشاطات موسمية، ويواصل دراسته في الجامعة. وأوضحت المصادر أن هوية المتهمين الآخرين لم يجر تحديدها بعد، مرجحة في الوقت نفسه أن تكون لهذه الحملة علاقة بملفات تتعلق بالإرهاب، خاصة أنها جاءت بعد يومين فقط من إعلان تفكيك خليتين إرهابيتين، ما زالت الأبحاث متواصلة مع المتهمين بالانتماء إليهما. وكانت مصادر أشارت إلى أن الخليتين لا تربط بينهما أي علاقة، وأن الأولى كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية، تستهدف مواقع حساسة في المدن الكبرى والسياحية، إلى جانب استهداف مسؤولين أمنيين، أما الثانية فكانت تركز نشاطها على استقطاب وإرسال المتطوعين للجهاد في العراق بتنسيق مع شبكات تنتمي للقاعدة. وأوضحت المصادر أن آخر الموقوفين ضمن الخلية الثانية، التي يوجد ضمنها معتقلان سابقان كانا أدينا بسبب تورطهما في قضايا إرهابية، يدعى هشام (ش)، من مواليد سنة 1979، وألقي عليه القبض في منطقة المجدبة قرب مدينة المحمدية، مبرزة أن المعني بالأمر، وهو بائع متجول للمتلاشيات، يقطن في سيدي معروف، حيث، جرى، في الملف نفسه، إيقاف عبد اللطيف (أ) فقيه في عقده الخامس. كما تضم هذه الخلية المفترضة، التي يتزعمها مواطن يحمل الجنسية اليمنية، على صلة وطيدة بتنظيم القاعدة، مبحوث عنه من طرف سلطات بلده، كمال (م)، الذي يقطن في مدينة فاس، وهو شاب في عقده الثاني. وأكدت المصادر أن المواطن اليمني سبق أن وزعت بشأنه نشرة عبر الشرطة القضائية الدولية الأنتربول، لتعمم على جميع الدول، التي يرجح أن يقصدها، بعد أن ترددت معلومات حول تكليفه بتنسيق عمليات تجنيد المتطوعين، بهدف إرسالهم إلى مناطق التوتر. أما بخصوص الخلية الأولى، التي أطلقت على نفسها اسم "جبهة الجهاد الصحراوية"، فتشير التحريات، حسب المصادر ذاتها، إلى أنها تضم محمد (ب) وأحمد (ب)، اللذين ألقي عليهما القبض في مدينة الناظور، أثناء استعدادهما للعودة إلى بلدي الإقامة، عقب إنهاء عطلتهما في المملكة.