نظمت المديرية الجهوية للثقافة لجهة الغرب الشراردة بني احسن، بالخزانة الثقافية بمدينة القنيطرة، الأسبوع الماضي، لقاء أدبيا وفنيا، جرى فيه تكريم الممثلة والفنانة المغربية، ابنة المدينة، الزهراء الزرييق، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمرأة.شارك في هذا اللقاء، الذي أقيم بالتنسيق مع وكالة التنمية الاجتماعية للجهة، وبحضور منسقة المؤسسة، بشرى توفيق، عدد من الأسماء الفنية والأدبية، منها المخرج محمد عاطفي، والممثل، العربي الساسي، فضلا عن الزجال الكرش، ووجوه نسائية فنية وجمعوية محلية. وأثنت المديرة الجهوية للثقافة، سعاد الرويجل، في اللقاء، الذي نشطه وسيره الشاعر والإعلامي مصطفى الصوفي، على تجربة الفنانة الخصبة، من خلال إبداعها في كثير من الألوان الفنية، منها الشعر والزجل، فضلا عن الحكاية والفنون التشكيلية وغيرها. وأكدت الرويجل أن الزرييق تعد واحدة من الأسماء النسائية في منطقة الغرب، وعلى الصعيد الوطني، التي شدت إليها الأنظار، من خلال إبداعاتها المتنوعة، التي تفيض بكثير من الجمالية، والموضوعية والشاعرية والفرجة الراقية، التي يبتغيها الجمهور. قدمت في اللقاء شهادات عدة في حق المحتفى بها، أبرزت قيمة التجربة الإبداعية لدى الزرييق، ومدى تأثيرها في المتلقى، وتألقها في الكثير من المناسبات على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. وتميز اللقاء المفتوح مع الزرييق بكشفها النقاب عن الكثير من المحطات، التي ميزت حياتها الفنية، كما قدمت بالمناسبة، نماذج من إبداعها الجميل، سواء في مجال الشعر، أو الزجل، أو الحكاية. واختتم اللقاء بافتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الزرييق، سيستمر حتى 22 أكتوبرالجاري، وهو معرض يضم عددا من اللوحات الفنية ،التي تغازل في العمق الأسلوب التجريدي بطريقة لا تخلو من تشويق ومتعة بصرية وديعة. كما شمل برنامج تكريم الزرييق، عرض مسرحية "واش الغالية رخيصة" بقاعة العروض بالبلدية، سيناريو وإخراج الزرييق، وتشخيص الفنان بنعبد الله الجندي، وممثلين آخرين. وفي شهادة عن الفنانة، معنونة ب "هشومة"، ذكر مصطفى الصوفي أنها لوحة تجريدية ساحرة، تفيض بزهو ألوان الإبداع والفنون، وقال "الزرييق، التي تنتمي إلى تراب مشرع بلقصيري، وفضاءات دار الكداري، وخميس "الرميلة"، واحدة من التجارب المؤثرة في الجمهور، لما لها من خفة دم وثراء فني متجذر في المرجعية التراثية الشعبية المغربية، التي ينهل من معينها الكثير من المبدعين والفنانين، لاسيما في المجال المسرحي والزجلي بالخصوص". وأشار إلى أن المحتفى بها أصدرت في مستهل مسيرتها الإبداعية ديوانا شعريا ببيروت بعنوان" غيبوبة عمر" سنة 2004، تلاه الديوان الزجلي "مجنون هشومة" سنة 2005، الذي منح للشاعرة قيمة إبداعية مهمة، من خلال توظيفه في الكثير من الأشكال الإبداعية الأخرى، وفي مقدمتها المسرح. هذا إضافة إلى أعمال أخرى تخص الأطفال ك "ذهبية والأميرة سارة"، و"آدم والشيطان"، ومسرحية "الفخ فرخ"، الذي شاركت فيه كممثلة ومخرجة إلى جانب حسن مكيات، وسلوى مازوط، في حين أبدع الإخراج عزيز الخلوفي، وديوان"إلى كنت براد لقامة هاذي"، إضافة إلى جديدها المسرحي "واش الغالية رخيصة"، ومنها ما هو موجه للأطفال، هذا دون نسيان مشاركتها في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، والإذاعية، منها سلسلة "ساعة في الجحيم" لعادل مجبود، و"عقبا ليك"، للمخرج ياسين فنان، فضلا عن فيلم "تذكرة رقم 13"، و "مسحوق الشيطان" لعز العرب العلوي، و" طبعة"، وفيلم آخر تحسيسي يعالج موضوع السرطان. ورأى أن ديوان "مجنون هشومة" خلق من الشاعرة الزرييق، التي كانت موظفة ببريد المغرب، واستفادت من المغادرة الطوعية، "رسالة فنية جميلة بعثت بها بالبريد السريع إلى الجمهور، فتلقفها بكل الحب والفرجة الفنية الراقية، نجمة تضيء ببريق الزجل المفعم بثراء في المعنى والمبنى، فضلا عن قوة في الأداء المسرحي والحكواتي في الكثير من المناسبات، والمهرجانات والتظاهرات الثقافية، كالمعرض الدولي للكتاب، الشيء الذي جعل الجمهور يكتشف الوجه الآخر للكاتبة، هو مرآة للممثلة والروائية الحاكية، القادرة على خلق الفرجة النموذجية بكل ثقة في النفس، صنعت منها فنانة متعددة المواهب". أما عن عملها الجديد "واش الغالية رخيصة"، الذي أخرجته ولعبت فيه دور البطولة، فقال إن الزرييق برعت في تشخيص دور زوجة أحمد في المسرحية، بأدائها المميز في إعطاء مشاهد المسرحية آفاقا واعدة للتحسيس بقيمة الأنثى في المجتمع، وحقها في الحياة، وفي المساواة مع الرجل، خاصة أنها تعد أساس الأسرة ومكونة الأجيال والأطفال. وخلص إلى أنه "مهما حاولنا تقديم قراءة عاشقة في تجربة الفنانة والمبدعة الزرييق، كشاعرة، وزجالة، ومسرحية، ومنشطة، وفنانة تشكيلية، وفيلسوفة، اشتغلت على 12 موضوعا فلسفيا بالدارجة المغربية مع الفيلسوف علي بن مخلوف، صورت للتلفزيون منذ ما يزيد عن 3 سنوات ولم تعرض بعد". وأضاف الصوفي أن الزرييق تألقت في الدورة الأخيرة من "مهرجان الحكاية" بتمارة، وسط فنانين من المغرب العربي، وأن تجربتها تبقى مثل أعمالها، بحرا لا سواحل له، ولوحة تشكيلية تجريدية، كلما فهمناها أدركنا في الأخير أننا نحتاج إلى وقت طويل لفهمها، واكتشاف عوالمها الفنية والإبداعية الراقية، التي تقدم للجمهور فيضا من القيم الثقافية والاجتماعية، وهو ما يدعو إلى مزيد من الاهتمام بمثل هذه الطاقات الخلاقة، التي وسمت الإبداع النسائي المغربي بالتميز، وتفتح بمواهبها آفاقا واعدة للإبداع النسائي المغربي على المستوين العربي والدولي".