تنتظر عناصر الفرقة الجنائية الولائية نتائج تحليلات دم "الملثم"، الذي اعتقل، أخيرا، بعد أن كان مبحوثا عنه من طرف مصالح أمنية مختلفة بأمن أنفا، لمعرفة إن كان به مرض جنسي أو معد، قد يكون انتقل إلى ضحاياه من النساء، اللواتي وصل عددهن إلى 22 امرأة، أغلبهن غير متزوجات أو مطلقات. وقال مصدر أمني ل"المغربية" إن ما يعرف في أوساط الضحايا ب"السفاح الجديد" مجرد متشرد، من ذوي السوابق العدلية في مجال السرقة بالتهديد بواسطة السلاح الأبيض، والاغتصاب. وحسب معطيات حصلت عليها "المغربية"، فإن عناصر الشرطة العلمية والتقنية كان لها الفضل في توفير معلومات عن المشتبه به، الذي حيّر أمن البيضاء لأسبوع كامل، إذ بفضل بصماته، التي رفعتها من داخل شقة طبيبة اختصاصية في حي "راسين"، إضافة إلى حمضه النووي، استطاعت عناصر الشرطة العلمية والتقنية التعرف على هوية الجاني، الذي تبين، بعد تنقيطه في الآلة الناظمة، أنه من ذوي السوابق العدلية في السرقة والاغتصاب. وتشكلت خلية أمنية، تضم 150 رجل أمن، بعد اجتماع عقده والي أمن الدارالبيضاء مع رؤساء المصالح والشرطة القضائية، لمباشرة حملات تمشيط ليلية، لاعتقال "الملثم"، الذي ألقي عليه القبض صباح أول أمس الأحد، بعد أن أصبح حديث البيضاويين في الآونة الأخيرة. ونجح مفتشو شرطة وضباط أمن بزي مدني في اعتقال المشتبه به، في الثالثة صباحا من أول أمس الأحد، داخل مقهى معروف بمركز المدينة، واقتادوه مصفدا، ليوضع رهن الحراسة النظرية قبل الاستماع إليه. المتهم محمد "ب"، جاءت تصريحاته متناقضة أثناء الاستماع إليه من طرف عناصر الفرقة الجنائية الولائية، إذ اعترف، في الأول، ببداية نشاطه الإجرامي منذ بداية رمضان، وأقر أنه اغتصب امرأة مطلقة نهارا في وقت الصيام، بعد أن داهم شقتها قرب حي سيدي معروف، غير أنه أنكر تصريحاته عند الاستماع إليه من جديد، قبل مواجهته بأكثر من 10 نساء جرى استدعاؤهن للتعرف على "الملثم"، الذي استطاع أن يخفي ملامحه عن الضحايا من النساء، اللواتي، بدورهن، لم يرينه، لأنه كان يعمد إلى تعصيب أعينهن، حتى لا يتمكن من التعرف على ملامحه، أو مقاومته أثناء اغتصابهن. وقال المتهم، الذي لم يتجاوز عقده الرابع، والذي ألقي عليه القبض منفوش الشعر وبملابس بالية، إنه مدمن جنس، وإنه يسعى لتحصيل المال للتفرج على أفلام بورنوغرافية، حتى يشبع غريزته الجنسية، مضيفا أنه اغتصب أزيد من 15 امرأة، ولا يتذكر بالضبط شققهن وملابسات اغتصابهن. واستمعت عناصر الفرقة الجنائية الولائية بتفصيل إلى "الملثم" بخصوص حادث الطبيبة الاختصاصية، التي قال إنه ترصدها أياما طويلة قرب شقتها، بحي "راسين"، حتى علم أنها تقطن بالطابق الثالث، وأنها لوحدها، ثم عمد إلى مداهمة شقتها عن طريق ورش بناء يجاور العمارة حيث تسكن. وأضاف المتهم، المزداد بمدينة مراكش، أن الطبيبة، الاختصاصية في طب الأطفال، قاومته في غرفة نومها بقوة، غير أنه غطى وجهها بواسطة منديل وعنفها، ليغتصبها والسكين فوق عنقها، إضافة إلى أنه سرق منها مليوني سنتيم وحليا، وأشياء أخرى، حجزت لديه أثناء اعتقاله. وتخضع ثلاث نساء، تعرفن على المشتبه به، لعلاج نفسي، جراء الصدمة التي تعرضن لها، مباشرة بعد الاعتداء عليهن واغتصابهن. ومازالت عناصر الفرقة الجنائية الولائية تستمع لمحمد "ب"، الذي اعترف باغتصابه امرأة أجنبية، لم يتعرف على جنسيتها، إضافة إلى اعتدائه على 19 امرأة وسرقتهن، دون اغتصابهن. وتعمق عناصر الشرطة القضائية البحث مع "الملثم"، خاصة حين علمت أنه اغتصب امرأة في رمضان نهارا، وارتكب اعتداءات بسيدي معروف، إذ بدأت الشكوك حول العلاقة بين "السفاح"، الذي اعتقل بفضل مخبرة أمنية، أخيرا، بالحي الحسني، و"السفاح الجديد"، الذي اعتقل وسط المدينة. يشار إلى أن "المغربية" كانت السباقة إلى كشف ملابسات"الملثم" مغتصب النساء، الذي حرك مصالح أمنية مختلفة من عناصر الأمن والاستعلامات العامة بولاية أمن أنفا، وكان سببا في تشكيل دورية أمنية، عبارة عن عناصر أمن من كل دائرة أمنية تابعة لولاية أمن أنفا. وتمكن المتهم، الذي يعمد إلى إخفاء وجهه بواسطة جورب نسائي أسود، حسب الشكايات، التي توصلت بها مصالح أمنية مختلفة بأمن أنفا، من الاعتداء على 22 امرأة، بينهن نساء فضلن عدم الإدلاء بشكايات لدى مصالح الأمن، رغم اعتراف "الملثم" باغتصابهن.