تعيش طالبات الحي الجامعي السويسي الثاني بالرباط، أوضاعا وظروفا متردية، منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، خاصة داخل غرف ومرافق الحي، مع إغلاق المراحيض والحمام للإصلاحات، فضلا عن مشاكل وجبات الأكل والسكن. من مظاهر الأوضاع المتردية التي يعرفها الحي المذكور (خاص) وتعيش أزيد من 300 طالبة، مقيمات بغرف العمارات رقم 6 و7 و8 و9 بالحي الجامعي، المكونة من 4 طوابق، كل طابق يتوفر على 15 غرفة، وكل غرفة تقطن بها 4 طالبات، أوضاعا مزرية، ناتجة عن إغلاق مراحيض الحي من قبل إدارة المؤسسة، بدعوى إصلاحها، ما يجبر الطالبات على الانتقال إلى مراحيض العمارات 1 و2 و3 و4 و5 من الحي نفسه، والانتظار ساعات طويلة من أجل قضاء حاجتهن، نتيجة الاكتظاظ. وشكلت هؤلاء الطالبات، من شعب مختلفة، لجنة تمثيلية من ثماني طالبات، للحوار مع إدارة الحي الجامعي، وقررن الانتفاضة على هذه الأوضاع، التي تعيشها الطالبات منذ شتنبر الماضي، وإيجاد حلول فورية لها، كما أعددن ملفا مطلبيا قدمنه لإدارة المؤسسة، وأصدرن إعلانا يشرن فيه إلى أن اللجنة جمعت توقيعات أزيد من 500 طالبة، وسطرت "برنامجا نضاليا تصعيديا، لتحقيق أهداف وحقوق الطالبات المشروعة". وقالت أمينة بوغالبي، طالبة بالحي الجامعي السويسي الثاني، ورئيسة لجنة تمثيلية طالبات الحي، في اتصال ب "المغربية" إن اللجنة فتحت باب الحوار مع إدارة المؤسسة بخصوص إغلاق المراحيض، مضيفة أن إدارة الحي تجاوبت مع مطالبهن في البداية، بإيجاد حل مؤقت، يتمثل في إحضار مراحيض متنقلة، لكن الطالبات اكتشفن أن هذه المراحيض لا تتوفر على الإنارة أو الكراسي، وبالتالي تخلين عن استعمالها، مفضلات مواجهة الاكتظاظ اليومي، والوقوف طويلا، ما يتسبب لهن في التأخير عن حصص الدراسة. وأضافت رئيسة اللجنة التمثيلية أن معاناة الطالبات، منذ بداية الموسم الدراسي، تتمثل، أيضا، في مشكل الحمام، الذي لا يفتح إلا في حدود الثانية بعد الظهر، ولا يوفر مياه ساخنة، كما يغلق يوم الأحد، وترغب الطالبات، خاصة من يقطن في مدن بعيدة، استعماله للاستحمام. وأشارت بوغالبي إلى عدد من المشاكل الأخرى، ضمنتها اللجنة في ملفها المطلبي، منها إغلاق الباب الرئيسي للحي في الساعة 11 مساء، والتوزيع غير العادل للغرف، وقبول ملفات سكن اعتمادا على الوساطة والمحسوبية، فضلا عن مشاكل وجبات الأكل المتردية، التي تصيب غالبا الطالبات بالأمراض، وطالبن مرارا بإحضار لجنة لمراقبة جودة الأغذية المقدمة، بالإضافة إلى عدم مراعاة الظروف المادية للطالبات داخل مقصف الحي الجامعي، والدكان، وقاعة الإنترنت. وجاء في إعلان أصدرته اللجنة التمثيلية للطالبات، أخيرا، أنه "نظرا للأوضاع الكارثية لمرافق الحي الجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية للطالبات، التي ازدادت حدتها مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وتفشي المحسوبية والزبونية في التعامل مع طلبات السكن، وإغلاق باب الحي باكرا... فإننا نندد بهذه الأوضاع المزرية، التي تنعدم فيها أبسط شروط السكن العادي. ونطالب الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري والسريع لإيجاد حل للمشاكل المتفاقمة".