أكد المغرب أن مشاركته في المعرض العالمي لشنغهاي تعد لبنة جديدة في العلاقات المغربية الصينية المتميزة بتاريخها العريق، وحاضرها المشرق، ومستقبلها الواعد. جاء ذلك في كلمة المملكة خلال حفل افتتاح اليوم الوطني للمغرب في هذا المعرض العالمي، الذي جرى، أمس الخميس، وألقاها عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، بحضور وفد مغربي مهم، يضم بالخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، ووزير السياحة، ياسر الزناكي. وأعرب الراضي في البداية عن تشرف الوفد المغربي رفيع المستوى، الذي تفضل صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، بانتدابه لتمثيل المملكة المغربية، في الاحتفال الرسمي بيوم المغرب، في المعرض الدولي لشنغهاي 2010، أن ينقل خالص تحيات وتقدير جلالته، وجزيل شكره لحسن الاستقبال وسامي إشادته المولوية، بالسلطات الصينية، ومسؤولي مدينة شنغهاي، واللجنة المنظمة، والمكتب الدولي للمعارض، بما ميز هذه التظاهرة الدولية من تنظيم جيد، ونجاح باهر. وأكدت الكلمة أن مشاركة المغرب في هذا المعرض العالمي، تعد لبنة جديدة في العلاقات المغربية الصينية، المتميزة بتاريخها العريق، وحاضرها المشرق، ومستقبلها الواعد، إذ تعود إلى سبعة قرون خلت، منذ الرحلة الشهيرة للرحالة المغربي الرائد، ابن بطوطة، الذي عرف المغرب، بل والعالم العربي والإسلامي بحضارة الصين العظيمة. وأضاف الراضي أن هذه العلاقات استعادت في عصرنا الحاضر، كامل قوتها، حيث عمل المغرب، غداة استقلاله، على إرساء علاقات ديبلوماسية مثمرة، مع جمهورية الصين الشعبية، في عهدي جلالة الملكين المنعمين، محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما. وأكد أن جلالة الملك محمد السادس، ما فتئ يواصل العمل سويا مع القيادة الصينية الحكيمة، على ترسيخ هذه العلاقات في إطار شراكة نموذجية، قوامها احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية، والتبادل الاقتصادي والثقافي والإنساني، الهادف للتنمية الشاملة، وعمادها توطيد الأمن والسلم في العالم، وتعزيز علاقات جنوب - جنوب، على أساس التعاون والتضامن، والعمل على إقامة حكامة عالمية منصفة، وإضفاء طابع إنساني على العولمة، دون تنميط لثقافات الشعوب؛ بل بتفاعل وتحالف حضاراتها، التي تعد مشاركة المملكة المغربية في هذا المعرض أحد تجلياتها. إن التجاور البديع للرواقين المغربي والصيني، يضيف الراضي، ليجسد هذه القيم المشتركة بين بلدينا؛ إذ حرص المغرب، مثل الصين، على أن يكون رواقه معلمة هندسية وثقافية، تعكس عبقرية المغرب، في غنى وعراقة حضارته، وحرفية صناعه التقليديين، وإبداع فنانيه، وخيال مهندسيه، مظهرا للعالم أجمع وللزائر خاصة، انسجام هذه المشاركة والمعلمة الحضارية والمعمارية المغربية، مع شعار معرض شنغهاي 2010: "حياة جيدة في مدينة جيدة". وقال إن هذا هو ما جعل المغرب، وإن كان من البلدان الأبعد جغرافيا عن الصين، فإنه الأقرب إليها، في تشبث كل منهما بهويته الوطنية الأصيلة، وانفتاحه الإيجابي على العصر. وختاما، يضيف الراضي، فإن المغرب، ملكا وشعبا، يغتنم تزامن هذا الحفل، مع تخليد الشعب الصيني العظيم، للذكرى الحادية والستين لإعلان جمهورية الصين الشعبية، وهي الذكرى التي تحل اليوم الجمعة للتعبير له ولقيادته النيرة، عن أخلص التهاني، وأطيب الأماني، باطراد التقدم والشموخ، وللعلاقات المغربية الصينية بالمزيد من النمو والرسوخ. حضر هذا الحفل عن الجانب الصيني، عدد من كبار المسؤولين، يتقدمهم ليو وين قانق رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الشعبية لشنغهاي، بالإضافة إلى مسؤولين من المكتب الدولي للمعارض، كما حضره وفد مغربي مهم يضم بالخصوص، جعفر حكيم لعلج، سفير المغرب ببكين، وأحمد عمور، المفوض العام للجناح المغربي بالمعرض، وعدة مسؤولين بقطاعات الاستثمارات والسياحة والصناعة التقليدية، ووفد إعلامي يضم 20 من مدراء الصحف والإعلاميين المغاربة. و بدأ الحفل الرسمي لافتتاح اليوم الوطني المغربي بمراسم عزف النشيد الوطني المغربي، ورفع علم المملكة المغربية، في المقر الرئيسي للمعرض قبل تبادل الكلمات، والاستماع إلى معزوفات موسيقية من أداء أوركسترا موسيقى الآلة بتطوان، ثم الانتقال إلى موقع الجناح المغربي حيث احتشد الآلاف من الزوار. ويعد المغرب البلد الإفريقي الوحيد الذي تولى بناء جناحه الخاص في معرض شنعهاي. وتبلغ مساحة الجناح المغربي 4000 متر مربع على ثلاثة طوابق، وهو بمثابة قصر مغربي الطراز فخم البناء والتصاميم والزخرفة، يمزج مختلف مكونات الثقافة المغربية في تجلياتها المختلفة وتراكماتها الزمنية. ويشهد الجناح المغربي منذ افتتاحه في الأول من مايو الماضي معدل زيارة يومي مهم، حيث يفد إليه الآلاف من الزوار من الصين وباقي العالم، واختير له كعنوان "المغرب .. فن الحياة"، ويقع في الفضاء "للمعرض، بجوار عدة أجنحة منها بالخصوص الجناح الصيني والسعودي، والإماراتي، والقطري، والياباني، والكوري. يذكر أن معرض شنغهاي العالمي ينظم على مدى ستة أشهر من الأول من مايو إلى 31 أكتوبر 2010، تحت شعار "مدينة أفضل، حياة أفضل"، وتشارك فيه أكثر من 192 دولة و50 منظمة دولية، وتبلغ مساحته 5,3 كيلومترات مربعة. وكانت شانغهاي فازت بتنظيم هذا المعرض العالمي في ديسمبر2002 إثر منافسة قوية بين ست دول شملت الأرجنتين، وروسيا، والمكسيك، وبولونيا، وكوريا الجنوبية.