سادت، ليلة أول أمس الأربعاء، حالة طوارئ قصوى بميناء الجرف الأصفر، إثر اندلاع حريق في مستودع للكبريت.وعلمت "المغربية" أن سفينة محملة ب 30 ألف طن من مادة الكبريت، كانت قدمت من روسيا، وأفرغت حمولتها في ميناء الجرف الأصفر، ودون سابق إنذار، شب حريق، في حدود العاشرة و15 دقيقة من ليلة أول أمس الأربعاء، في مستودع الكبريت، وأتى على هذه المادة القابلة للاشتعال. وكانت محملة على حزام طوله 600 متر، مجزأ إلى شطرين متصلين، طول كل واحد منهما 300 متر، لتسهيل عملية النقل، من الصهريج، الذي تفرغ فيه الباخرة حمولتها، في اتجاه عربات شحن، في الجهة الأخرى، التي تنقله إلى خارج المستودع، لتصنيعه، ثم إعادة تصديره. واستنفر الحادث سلطات الميناء، ومختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وهرع إلى ميناء الجرف الأصفر ممثلو السلطات المحلية بالجديدة، والرئيس الإقليمي ل"الديستي"، ورئيس المصلحة الإقليمية للاستعلامات العامة، والمساعد الأول لرئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ورئيس الفرقة السياحية بالنيابة، وتقنيو مصلحة الشرطة العلمية، والمسؤول الأول بمفوضية شرطة الحدود بالجرف الأصفر. واستعان المتدخلون بست شاحنات صهريجية، جرى استقدامها من ثكنة الوقاية المدنية بالجديدة، ومن المكتب الشريف للفوسفاط، ومن "جليك". ووجد رجال المطافئ صعوبة في إخماد النيران الممتدة في حزام النقل وفي مادة الكبريت، التي تتراوح كميتها، حسب مصدر أمني، ما بين طن ونصف الطن، وثلاثة أطنان. ولم يجر التحكم في الوضع، والسيطرة على الحريق إلا في حدود الحادية عشرة و55 دقيقة ليلا. وفيما هرعت سلطات الميناء وباقي المتدخلين، فور اندلاع الحريق، إلى الجرف الأصفر، تأخر مسؤولو الشركة عن الحضور. وأفاد مسؤول أن الحرائق التي تندلع في مادة الكبريت، القابلة للاشتعال، تعتبر أمرا اعتياديا، قد يحصل 6 مرات في السنة. تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين لم يتخذوا التدابير الاحترازية القبلية، سيما في ظل عدم توفرهم على مواد كيماوية خاصة، وعلى آليات متطورة، لإطفاء حرائق الكبريت، ما يدفع إلى الاستعانة والاكتفاء بالماء المحمل في الشاحنات الصهريجية، الذي عوض أن يخمد ألسنة النار الزرقاء المتصاعدة من الكبريت، زاد في تأججها، وسرعة انتشارها. وتضاربت آراء مسؤولي الشركة، وأكد أحدهم أن إصلاح ما دمرته النيران سيستغرق زهاء شهرين، فيما أكد آخر عكس ذلك، وأوضح أن ذلك سيتطلب 48 ساعة. وتحفظ المسؤولون عن الإدلاء بأي تقييم أولي للخسائر المادية، التي أسفر عنها الحريق، والذي لم يوقع أي إصابات أو ضحايا. وكاد هذا الحادث أن يلحق بالبيئة عواقب غير محسوبة، سيما أنه يعتبر الثالث من نوعه، في أقل من 3 أشهر. واقع بات يهدد المواطنين والمحيط الإيكولوجي، ويدق ناقوس الخطر. وكانت كمية زهاء 70 طنا من الوقود، تسربت، الثلاثاء 6 يوليوز الماضي، من أنابيب الوقود، بالجرف الأصفر. وعقبت ذلك، نازلة تسرب كمية طن من غاز البوطان، الجمعة 3 شتنبر الماضي.