علم، من مصدر مطلع من مجلس مدينة الرباط، أن فتح الله ولعلو، القيادي الاتحادي وعمدة العاصمة، بات أمام خيار الرضوخ لمطالب المنشقين عما سمي "تحالف العمودية"، مقابل الحفاظ على "الأغلبية المريحة". وقال المصدر نفسه إن ولعلو سيواجه، اليوم الأربعاء، مشكل عدم توفر النصاب القانوني لانعقاد دورة مجلس المدينة، للمرة الثانية على التوالي، إن لم يجر التوصل إلى اتفاق، ساعات قبل هذا الموعد، يستجيب لمطالب حزبي الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة. وأكد محمد بنحمو، عضو مجلس مدينة الرباط، عن فريق الأصالة والمعاصرة، ل"المغربية"، وجود نية لدى حزبه، المتحالف مع الحركة الشعبية، في البقاء عند "الموقف المعلن عنه من قبل"، أي عدم تمكين العمدة من النصاب القانوني لعقد دورة المجلس. وأوضح بنحمو أن على رئيس مجلس المدينة الحسم في ما سماها "ضبابية تحالفه السياسي"، مبرزا أن "الأخلاق السياسية تقتضي استناد رئيس المجلس للأغلبية المريحة، وليس للأقلية"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، المشارك في تدبير المدينة من موقع الأغلبية. وحسب مصدر مقرب من عمدة المدينة، فإن ولعلو يواجه ضغوطات من قبل جهات لم يسمها، لإبقاء العدالة والتنمية في صفه، وعدم التضحية بدعمه لفائدة مطالب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية، ما قد يدفع المعارضة إلى تحريك ما قالت إنها "ملفات ضخمة، توجد بين يديها"، لإدانة تدبير ولعلو وإعلان الحرب على العمدة بشكل مباشر. وأقر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أخيرا، في تصريح للصحافة، بوجود "جهات تضغط على عمدة مدينة الرباط، لفك الارتباط بحزب المصباح، مقابل ضمان أغلبية مريحة"، مشيدا بموقف "العمدة، الرافض لهذا الضغط". ونقل عن ولعلو قوله، في أحد اللقاءات التشاورية السياسية، التي يجريها، منذ الأربعاء الماضي، لحل هذه الأزمة، إنه يملك خيارات عدة لطي هذه الخلافات، وأنه ينتظر الفرصة المواتية لطرحها للنقاش. وكشف مصدر "المغربية" أن من "أبرز عناوين الملفات، التي تملكها المعارضة للطعن في شفافية تدبير ولعلو للعاصمة، هناك "ملف السفريات إلى الخارج، ومهرجان الرباط، الذي يرأسه الاتحادي عبد الحق المنطرش، وملف التفويضات لنواب الرئيس، ومنح المقاطعات، فضلا عن قضايا أخرى". وانتخب فتح الله ولعلو، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في العام الماضي، رئيسا لمجلس مدينة الرباط، خلفا لعمر البحراوي، عن الحركة الشعبية، حين حصل على 47 صوتا، مقابل 39 صوتا لفائدة البحراوي.