أكدت الصحف الهندية الصادرة, اليوم السبت, أن فرص نجاح ملف ترشيح الهند للأولمبياد لعام2020 قد تضاءلت بعد سلسلة الإخفاقات والمشاكل التي رافقت استعدادات نيودلهي لاحتضان الدورة التاسعة عشرة لألعاب الكومنولث. وأجمعت الصحف, في مقالات حول هذا الحدث الرياضي, أن "سمعة الهند على المستوى الدولي أضحت في الحضيض في الأيام الأخيرة بعد الدعاية السيئة المحيطة بالاستعدادات لهذه البطولة, والانتقادات اللاذعة التي وجهت لها من لدن اللجن الأولمبية لمختلف البلدان الأعضاء في الكومنولث", ومن ضمنها اللجنة الأولمبية الأسترالية التي قال رئيسها إن إسناد تنظيم هذه البطولة للهند "كان خطأ جسيما". واعتبرت أن دورة ألعاب الكومنولث بنيودلهي "كارثة معلنة مع ملاعب غير جاهزة, ومباني منهارة وفضائح فساد واختلاسات تكاد تقوض فرص نجاح هذه الألعاب", رغم تأكيدات سوريش كالمادي, رئيس اللجنة المنظمة, أن دورة نيودلهي ستكون "أحسن بطولة في تاريخ ألعاب الكومنولث". غير أن جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أكد, في تصريح أوردته صحيفة (تايمز أوف إنديا) اليوم, أنه "من المجحف إبداء حكم على هذه الدورة قبل انطلاقتها", داعيا إلى ضرورة "منح الهند الفرصة لإثبات جدارتها في تنظيم مثل هذه المنافسات الدولية". ومن جانبه, قال رئيس اتحاد ألعاب الكومنولث مايك فينيل, إن "الجميع يتقاسم المسؤولية في أوجه التقصير الذي شاب الاستعدادات لهذه البطولة", معربا عن الأمل في أن تتغلب اللجنة المنظمة على المشاكل المطروحة في الأيام القليلة المقبلة. وفي السياق ذاته, بدأت وفود الدول المشاركة في الألعاب تتقاطر على نيودلهي رغم تلويح بعضها بالمقاطعة, وذلك في ظل أنباء عن استجابة اللجنة المنظمة والدوائر الحكومية الهندية للاحتياجات التقنية الملحة والمرتبطة بالقرية الأولمبية والمسائل الأمنية. وكان المنتخب الإنجليزي أول الفرق التي وصلت إلى نيودلهي يوم أمس, فيما ينتظر وصول منتخبات أستراليا ونيوزيلاندا وكندا واسكتلندا التي أعلنت مشاركتها في هذه البطولة. يذكر أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ شدد, خلال اجتماع حكومي طارئ أول أمس الخميس في نيودلهي, على ضرورة معالجة المشاكل الأمنية, وتسريع الأوراش غير المكتملة, والانتهاء منها قبل أسبوع من افتتاح هذه البطولة التي ستقام ما بين3 و14 أكتوبر القادم في نيودلهي, بمشاركة نحو ثمانية آلاف رياضي ومسؤول يمثلون71 بلدا . ولم تسلم اللجنة المنظمة للألعاب من الانتقادات بسبب التأخير في إنجاز البنية التحتية الخاصة بالبطولة, كما تسببت حوادث انهيار جزء من سقف ملعب "جواهر لال نهرو" الرئيسي الذي سيحتضن عدة منافسات من ضمنها ألعاب القوى, إلى جانب انهيار جسر تابع له هذا الأسبوع, في فوضى عارمة واستياء عام لدى الدول المشاركة التي أعلن عدد من أبرز رياضييها الانسحاب من البطولة. يذكر أن الهند أنفقت حوالي6 ر6 مليار دولار لاحتضان هذه التظاهرة الرياضية, التي تعد أكبر حدث رياضي تستضيفه البلاد بعد الألعاب الآسيوية التي أقيمت في نيودلهي عام1982 .