دعا بان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، إلى تنسيق السياسات من أجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية وانتهاز مناسبة انعقاد قمة نيويورك، التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، باعتبارها "فرصة فريدة"، من أجل الاتفاق على "برنامج عمل طموح". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، عشية انعقاد قمة نيويورك حول أهداف الألفية للتنمية (20- 22 شتنبر)، أن هذا الاجتماع الرفيع المستوى، الذي سيشهد حضور نحو 150 من رؤساء الدول والحكومات في العالم، "يتيح فرصة فريدة لبحث هذه التحديات، أخذا بعين الاعتبار ما جرى تحقيقه لحد الآن، وللاتفاق حول تدابير ملموسة من أجل تسريع وتيرة تقدم إنجاز هذه الأهداف". وعبر بان كي مون عن ارتياحه للتقدم "الملحوظ" الذي جرى تحقيقه منذ عشر سنوات في العديد من البلدان "بما فيها تلك الأكثر فقرا"، على درب بلوغ أهداف الألفية للتنمية، في مجالات مختلفة تشمل مكافحة الفقر والنهوض بقطاعات الصحة والتمدرس والماء الصالح للشرب ..الخ، لكنه اعترف بأن هذا التقدم يظل "هشا" و"متباينا". وقال "إننا نعاين تقدما متباينا فيما يخص تحقيق هذه الأهداف في وقت تهدد فيه الأزمات الجديدة بعرقلة الجهود المبذولة على مستوى العالم من أجل تقليص مستوى الفقر المدقع إلى النصف"، مشيرا بهذا الخصوص إلى وجود تفاوتات في عدد من الميادين، ولاسيما على مستوى المساواة بين الرجال والنساء في ولوج مناصب العمل، وبين مختلف الفئات العمرية وكذا بين الوسطين القروي والحضري. وأضاف أن ما جرى تحقيقه من تقدم يظل "هشا" أيضا، بسبب الأزمة المالية العالمية، التي كان لها انعكاس مأساوي على الدول السائرة في طريق النمو، وعلى التعاون من أجل التنمية. كما أشار إلى أن التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، كانت من بين الظواهر التي أثرت سلبا وبأشكال متفاوتة على عدد من البلدان، لاسيما الأكثر فقرا، داعيا في هذا الصدد إلى الاستثمار في مجال "إعادة الإعمار الأخضر". واعتبر بان كي مون أنه حان الوقت لتركيز جهود الاستثمار في قطاعات محورية ذات تأثيرات متعددة، تقوم على تفضيل استعمال الطاقات النظيفة والمتجددة، كشكل من أشكال مواجهة التغيرات المناخية، مع قدرتها على خلق مناصب شغل وتشجيع الابتكار في الميدان التكنولوجي.