عاشت مدينة مكناس أزمة عطش استمرت نحو 15 يوما، وتزامن ذلك مع شهر رمضان، ما ضاعف معاناة المواطنين في البحث عن الماء الشروب.الأزمة اندلعت في الأيام الأولى للصيام، عندما بدأ مسلسل الانقطاعات المتتالية في المياه، ما دفع المتضررين إلى الخروج إلى الشارع في مسيرات احتجاجية عارمة. فماذا وقع بعد ذلك؟ "الحمد لله، المشكل أخذ طريقه نحو الحل، إذ أصبحت الانقطاعات تحدث فقط في الساعات الأولى من صباح كل يوم. والأكيد أنه منذ أن نُظمت حركة احتجاجية في عدد من مناطق مكناس، وتناولت وسائل الإعلام أزمة العطش في المدينة، بدأ الجميع يتحرك لإيجاد الحل". هذه الشهادة لواحد من السكان، الذين تضرروا من انقطاع الماء في العاصمة الإسماعيلية، وأضاف المتحدث ذاته، أن مشكل الانقطاعات المتكررة في المياه بمدينة مكناس يجد تدريجيا طريقه نحو الحل، فخلال الأيام الأخيرة خفت هذه الأزمة بشكل كبير، إذ أصبحت الانقطاعات تحدث، حسب المصدر، فقط، في الساعات الأولى من صباح كل يوم، وأوضح أن السكان، الذين عانوا طيلة ما يقارب الشهر من مشكل انقطاع الماء، تنفسوا الصعداء في الأيام الأخيرة. كان العديد من سكان مكناس اضطروا في وقت سابق للانتقال إلى منابع العيون المجاورة للمدينة، للحصول على الماء. بالمقابل، أوضحت مصادر أخرى أن قضية انقطاعات المياه ستظل مطروحة بشدة في العاصمة الإسماعيلية، كلما تهاطلت الأمطار على جهة مكناس تافيلالت، خاصة أن وكالة الماء سبق أن عزت هذا المشكل إلى تلوث عيون ريبعة، وبيطيط المزودة لخزانات وكالة الشبكة الحضرية بمكناس، جراء العاصفة الرعدية الأخيرة، التي تسببت في تساقطات مطرية، وهذا ما جعل أحد المحتجين يؤكد سابقا، أنه بقدر ما أصبح سكان مكناس يفرحون بنزول الأمطار، بقدر ما أصبح ذلك يعني بالنسبة إليهم شحا في مياه الشرب، بسبب تلوث عيون ريبعة. تبين لتقنيي الوكالة أن هذه الخزانات تعرف ترسبات أوحال مياه الأمطار جراء هذه التساقطات، ما أجبر الوكالة على اقتناء المياه التابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وهو الإجراء الذي يكلف مالية الوكالة مصاريف زائدة، وفي هذا الإطار لجأت هذه الأخيرة إلى توزيع المياه باقتصاد كبير، في انتظار أن تعالج خزانات شبكاتها الحضرية، حتى تعود إلى الخدمة بشكل طبيعي. وأكد محمد فوزي، والي جهة مكناس تافيلالت، أن الأزمة، التي تعيشها مدينة مكناس، جراء الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، مقلقة وناتجة عن مشكل بنيوي بالأساس، وأضاف محمد فوزي، خلال ندوة صحفية عقدت لتسليط الضوء على مشكل الانقطاعات الكثيرة في مياه الشرب بالمدينة، مباشرة بعد اندلاع الأزمة، أن الدراسات المتعلقة بإنشاء محطة لمعالجة مياه عيون ريبعة، وبيطيط، انتهت، وأن الإجراءات الإدارية، التي تخص الإعلان عن صفقة إنجاز هذا المشروع، الذي قدرت تكلفته في حدود 160 مليون درهم، وسيكون جاهزا مع بداية سنة 2012، جارية على قدم وساق في الوقت الحالي. للإشارة، عاشت مدينة مكناس خلال شهر رمضان، الذي ودعناه منذ أيام قليلة، شحا كبيرا في المياه الصالحة للشرب، وأكد مهتم بالشأن المحلي بالعاصمة الإسماعيلية، أنه لابد من التفكير الجدي لحل هذا المشكل بشكل بنيوي. وكانت مجموعة من الفعاليات السياسية والنقابية في مدينة مكناس، نظمت مسيرتين احتجاجيتين، في كل من منطقة اسباتة، وسيدي بابا، إضافة إلى وقفة احتجاجية أمام مقر المعهد الموسيقي، للمطالبة بحل عاجل ودائم لمشكل الانقطاعات الكثيرة في مياه الشرب.