أطلقت وكالة الشراكة من أجل التنمية، بشراكة مع وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، مسابقة دولية للهندسة تتعلق برد الاعتبار لساحة للا يدونة بمدينة فاس، التي تشكل فضاء استراتيجيا بالنسبة لأنشطة الصناعة التقليدية، خاصة الدباغة، والأواني النحاسية. أوضح المتدخلون في ندوة نظمت، أخيرا، بمدينة فاس، أن الغلاف المالي لإعادة تهيئة الساحة يناهز 150 مليون درهم، مبرزين أن هذه المنافسة يتوخى منها رد الاعتبار وإعادة إحياء الموقع التاريخي ل للا يدونة، التي تمتد على 7400 متر مربع ، مع ترميم المنشآت الموجودة ذات القيمة الكبيرة، ووضع تصميم عصري في فضاء ذي بصمة تقليدية وديناميكية، ومتنوعة وظيفيا، بغية الحصول على تصور حضري وهندسي ناجع. ومن المرتقب أن تصبح الساحة، بعد إعادة تصميمها، مركزا حضريا حيويا متعدد الخدمات، يتوفر على فضاءات خاصة ببرامج تربوية، وسكنية ومتاجر ومطاعم ومقاهي إلى غير ذلك، لتكون بذلك حافزا رئيسيا لتنمية الصناعة التقليدية والقطاع السياحي، خدمة لزوار مدينة فاس وسكانها. وتنظم هذه المباراة على مرحلتين، طبقا لقوانين الاتحاد الدولي للمهندسين، مع ضمان الشفافية والحفاظ على سرية هوية المتنافسين، وهي مفتوحة في وجه المهندسين وأخصائيي التخطيط المحليين والدوليين، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من المهنيين المؤهلين. وقوانين المباراة مطابقة لتوجيهات اليونيسكو ودليل الاتحاد الدولي للمهندسين المرتبطة بالمنافسات الدولية للهندسة والمعمار. جائزة أفضل تصميم وتتألف لجنة التحكيم لهذه المنافسة من هيئة الحكام الخبراء ممثلة من قبل مسؤولين كبار، مغاربة وأمريكيين، ومن هيئة تقنية ممثلة من طرف مهندسين مرموقين ذوي صيت عالمي. وستجري مساعدة لجنة التحكيم من قبل العديد من الخبراء التقنيين والمتخصصين في البيئة ومتخصصين في الشؤون الاجتماعية، محليين ودوليين. تناهز قيمة الجوائز 440 ألف دولار أمريكي، سيجري توزيعها على المرشحين، الذين وقع عليهم الاختيار من قبل لجنة التحكيم، إذ ستبلغ قيمة الجائزة الأولى 55 ألف دولار أميركي، والثانية 40 ألف دولار أميركي، ثم 25 ألف دولار أميركي للجائزة الثالثة. بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع المرشحين، الذين تمكنوا من بلوغ النهائيات في المرحلة الثانية، سيحصلون على مبلغ جزافي قدره 40 ألف دولار أميركي. وتأمل وكالة الشراكة من أجل التنمية، من خلال هذه المنافسة، الحصول على مقاربات مبتكرة على مستوى التصميم الهندسي والمعماري، تحفز النمو الاقتصادي. وينبغي الانتهاء من بناء العناصر الهندسية الرئيسية، التي تعكس أهمية المشروع واحترام محيطها، في غضون شتنبر 2013 .ومن المرتقب مواصلة التصور عقب انتهاء المسابقة – مع الفائزين بصفتهم مكلفين بإنجاز المشروع. يشار إلى أن المسابقة مسيرة من قبل "فاز اينز" ، مكتب الهندسة والمعمار، موجود ببرلين بألمانيا، متخصص في تدبير مسابقات الهندسة. وسينفذ هذا المشروع بتعاون مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، وولاية جهة فاس بولمان، والجماعة الحضرية مشور فاس جديد. حساب تحدي الألفية وتندرج هذه المسابقة في سياق تنفيذ اتفاقية يناهز غلافها المالي 697.5 مليون دولار أمريكي، الموقعة في 31 غشت 2007، بين الحكومة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، من خلال مؤسسة تحدي الألفية. يشار إلى أن وكالة الشراكة من أجل التنمية هي مؤسسة عمومية تتمثل مهمتها في تنفيذ وإنجاز البرنامج موضوع اتفاقية "ميثاق تحدي الألفية"، المبرمة بتاريخ 31 غشت 2007 بين كل من حكومتي المملكة المغربية والولاياتالمتحدة الأميركية، بناء على قواعد الحكامة الجيدة والتشاور الموسع والاستشارة مع السكان المستفيدين، على أساس تنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية مستدامة، مع إيلاء عناية خاصة للتتبع والتقييم وخصوصا مقاربة النوع. وتتمتع هذه المؤسسة بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المالي. وسينتهي حساب تحدي الألفية – المغرب يوم 14 شتنبر 2013. يذكر أن مؤسسة تحدي الألفية هي هيأة حكومية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أحدثت من طرف الكونغرس الأمريكي في يناير 2004، للتقليص من حدة الفقر في ربوع العالم، من خلال النهوض بالنمو الاقتصادي المستدام في البلدان النامية، وهو ثمرة للالتزام الذي تعهدت به الولاياتالمتحدةالأمريكية إبان انعقاد قمة منتري (المكسيك) سنة 2002 حول التمويل من أجل التنمية، والتي دعت خلالها الحكومة الأمريكية "لتعاقد جديد للتنمية الدولية" يضع الأسس لعلاقة تربط بين مساهمات أكبر من لدن الأمم المتقدمة ومسؤولية أكبر من طرف البلدان النامية. وتقوم المؤسسة بتدبير مختلف حسابات الألفية (حساب تحدي الألفية)، التي يمولها بشكل حصري الكونغرس الأمريكي.