تشارف الدورة الثالثة من الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات على نهايتها لهذا العام مع الملتقى العالمي رفيع المستوى وحفل إعلان النتائج، الذي تنوي ارابيا سي اس آر نتورك إقامته في 28 أكتوبر المقبل.حبيبة المرعشي رئيسة أرابيا سي أس آر نتورك (خاص) إذ كانت الدورة الحالية من الجائزة أطلقت برعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة الإمارات في مؤتمر صحفي عقد في 13 مايو الماضي، وضم المؤسسات الفائزة في الدورة السابقة، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤسسات المهتمة المعنية بتطبيق الممارسات المسؤولة اجتماعيا. يذكر أن العام 2008 شهد إطلاق الدورة الأولى من الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، بتنظيم من شبكة السؤولية الاجتماعية في مجموعة عمل الإمارات للبيئة، بهدف تكريم المنظمات العاملة في العالم العربي لدورها القيادي في اعتماد ممارسات المسؤولية الاجتماعية من جهة، وتحفيز المؤسسات الأخرى على تكثيف جهودها في هذا المجال من جهة ثانية. ونمت بعد ذلك شبكة المسؤولية الاجتماعية لتصبح مؤسسة قائمة بحد ذاتها تحت اسم ارابيا سي اس آر نتورك، وتعمل على تسريع الاتجاه المتنامي بين المؤسسات في العالم العربي للتصرف بمسؤولية أكبر تجاه مجتمعاتها في مسائل السياسة والاقتصاد والبيئة. وصرحت حبيبة المرعشي، رئيسة ارابيا سي اس آر نتورك قائلة "ما بدأت بوصفها مبادرة متواضعة تركزت في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، أصبحت الآن الجائزة أحد أهم المبادرات من نوعها على مستوى العالم العربي، حيث استقطبت أكثر من 130 مؤسسة، منذ اطلاقها في عام 2008، ومشاركين من أكثر من 12 دولة عربية في الدورة الثالثة لعام 2010". وأوضحت المرعشي "تتعرض المؤسسات العاملة في العالم العربي لآثار العولمة بصورة متزايدة، حيث تجد نفسها في مواجهة قضايا صعبة مثل تفاقم مشكلة ندرة المياه وارتفاع تكاليف المواد الخام وآثار التغير المناخي من جهة، وضغط تنامي الطلب على الشفافية والإدارة الرشيدة من الحكومات وأصحاب القرارات من جهة أخرى. ويتطلب هذا التعقيد في المعضلات، التي تواجهها معظم المؤسسات العاملة اليوم في وضع استراتيجية منهجية طويلة الأمد في ما يتعلق بالاستدامة ومسؤولياتها تجاه المجتمع، إلى جانب وضع تقارير واضحة وسهلة الوصول حول هذه الجهود". وفي توضيح لأهداف الجائزة وآلية عملها، أوضحت المرعشي "أن إطلاق الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات جاء لتحفيز المؤسسات على الانخراط في ممارسات المسؤولية الاجتماعية، وتشجيعها على النظر في سياساتها واستراتيجياتها للمسؤولية الاجتماعية بشكل شمولي على أساس أنها أداة متأصلة في جميع جوانب أعمال المؤسسة. وتحقيقا لهذه الغاية قامت أرابيى سي أس آر نتورك، وبتعاون وثيق مع اللجنة التحكيمية والفنية، بتطوير المبادئ التوجيهية للجائزة والاستبيان الخاص بالجائزة بهدف وضع مجموعة من معايير التقدم للجائزة التي يمكن مقارنتها بالمعايير العالمية لأفضل الممارسات. وعلاوة على ذلك، تطلبت معايير الجائزة من المشاركين إلقاء نظرة معمقة في عملياتها واستراتيجياتها الداخلية. وخلافا لمعايير البرامج المماثلة في المنطقة، تقيم الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية المؤسسات بناءً على أدائها العام، مع إعطاء قيمة متساوية لكل من الجوانب الداخلية والخارجية لممارسات الشركات. وبعبارة أخرى، فإنه لن يجري تقييم المترشحين على مجرد دعمهم للمشاريع الخيرية، بل يجب على المؤسسات تقديم ممارساتها المسؤولة اجتماعيا، ضمن استراتيجية شاملة للحد من الأثر السلبي لأنشطة المؤسسة، مع تعظيم أثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد والبيئة". يذكر أنه جرى تطوير معايير الدورة الثالثة من الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات من خلال عملية شاملة، ما أدى بالخروج بهيكلية متميزة للجائزة على المستوى العالمي. كما عزز دعم الميثاق العالمي للأمم المتحدة مكانة الجائزة، بالإضافة إلى اختيار لجنة تحكيمية متميزة بعناية كبيرة، مع الحرص على أن تتألف من مجموعة من الخبراء البارزين في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، بالإضافة إلى التمثيل المحلي في لجنة التحكيم لمنح المؤسسات الفرصة للتقدم باللغتين العربية والإنجليزية. وشددت المرعشي على أن طموح الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات لا ينتهي عند إجراء منافسة رفيعة المستوى، بقدر ما تهدف إلى إضافة قيمة ملموسة للمعرفة وممارسات المسؤولية الاجتماعية من المشاركين. لهذا عمدت ارابيا سي اس آر نتورك إلى تنظيم ملتقى عام رفيع المستوى في 28 أكتوبر 2010 في فندق رافلز في دبي، بدلا من استضافة حفل عشاء وحفل تقليدي لتوزيع الجوائز، حيث دعي جميع المشاركين، إلى جانب مجموعة من كبار الشخصيات والضيوف. كما يتشرف الملتقى باستضافة عدد من المتحدثين الرئيسيين، الذين يحظون بمكانة متميزة على المستوى العالمي، كالسير مارك مودي ستيوارت، رئيس الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وإيرنست ليجتيرنجن، الرئيس التنفيذي لمبادرة الإبلاغ العالمية (GRI)، بالإضافة إلى عدد من المتحدثين العالميين. وبعد حلقة نقاشية عامة، ينقسم الاجتماع إلى ثلاث جلسات عمل متخصصة يرأس كل منها عضوا من أعضاء لجنة التحكيم، إذ ستتاح للمشاركين فرصة الحصول على انطباع معمق من لجنة التحكيم حول ملفات ترشيحهم وإجراء مناقشة معمقة في أجزاء معينة من الاستبيان. وعقب الجلسة العامة وجلسات العمل الصباحية سيجتمع المشاركون في مأدبة غداء رفيعة المستوى يجري الإعلان خلالها عن أسماء المؤسسات الفائزة في الدورة الثالثة من الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات. يذكر أن الحفل سيمثل فرصة متميزة للتلاقي بمشاركة المؤسسات الفائزة من الدورة السابقة من الجائزة: فندق جميرا أبراج الإمارات، وأبراج كابيتال، والقرية العالمية، وعدد من المؤسسات المتميزة على مستوى العالم العربي في مجال المسؤولية الاجتماعية.