التقى ببعض الشباب من المسلمين العرب، وتعرف عليهم عن قرب في ولاية كاليفورنيا .. وتطورت هذه اللقاءات إلى علاقات صداقة حميمية جمعته بهم بعدما لمس صفاء أرواحهم وسلوكهم الإنساني الراقي، الذي يتسم بالسمو والخلق الرفيع في تعاملاتهم معه.كان مقتنعا بأن مثل هذه الأخلاق لا يمكن أن تصدر من فراغ، ولا بد أن يكون وراءها دافع يحث عليها، ليكتشف في ما بعد أن وراء تلك الروح المتميزة، التي أضفت على هؤلاء الشباب مثل هذه الأخلاق الحميدة دين الإسلام، الذي يحث على مكارم الأخلاق. إنه المغني الأميركي وعازف الجيتار الشهير، جرمان جاكسون، الذي ولد في 11 من ديسمبر 1954، وغير اسمه إلى محمد عبد العزيز، بعد إسلامه عام 1989، واختار الاستقرار في دبي بالإمارات العربية المتحدة، بعد أن كان عضوا أساسيا في فرقة "جاكسون فياف"، وبعدها فرقة شقيقه الراحل مايكل جاكسون، وشقيقته جانيت جاكسون. اشتهرت عائلة جاكسون بالغناء والموسيقى في أميركا، حيث كون جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة من أبنائه الخمسة، تحمل اسم "جاكسون 5"، التي شقت طريقها في سبعينيات القرن الماضي، لتصبح من أشهر الفرق الغنائية في الولاياتالمتحدة الأميركية، ما خول لها تحقيق شهرة عالمية واسعة. وحققت ألبوماتها أعلى الإيرادات، وتصدرت أغانيها قائمة الأغاني الأكثر مبيعا في أميركا والعالم في ذلك الوقت. في هذه العائلة الفنية، التي لا يجهل أحد شهرتها وأثرها في خارطة أغنية "البوب" الأميركية، نشأ جيرمان جاكسون، الذي بدأ رحلته الإيمانية، التي قادته إلى اعتناق الإسلام. أثناء رحلة فنية قادته إلى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، حيث كان مرافقا لأخته جانيت جاكسون. يقول جيرمان "أثناء زيارتي إلى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط في عام 1989، بصحبة شقيقتي جانيت، حيث زرنا خلال هذه المرحلة البحرين ورحب بنا الكثيرون. وكنت مرة أتبادل الحديث مع الأطفال في المنامة، خلال تلك الرحلة. فمن جملة أسئلتهم البريئة سؤال كان عن ديني، فأجبتهم بأنني مسيحي، وسألتهم بدوري عن دينهم، فأجابوني بصوت واحد أن دينهم الإسلام. وكانوا فخورين جدا بالانتماء لهذا الدين، وانطلقوا في الحديث عنه. وسألتهم أكثر عنه وصار كل واحد منهم يحدثني عن الإسلام بطريقة أدهشتني، فهؤلاء الأطفال، الذين أحببتهم، كانوا فخورين جدا بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة". ويروي جيرمان قصة إسلامه وتفاصيلها في حوار أجرته معه مجلة "المجلة"، في العدد 966، قائلا "بعد عودتي من البحرين والحديث مع أولئك الأطفال عن الإسلام تيقنت من أنني سأصبح مسلما. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن هذا الشعور، الذي بدأ ينتابني، منذ فترة، وأفصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد عن الإسلام. وسافرت معه إلى المملكة العربية السعودية، لأتعرف على الإسلام، وهناك أعلنت إسلامي... سافرت إلى جدة واصطحبتني أسرة سعودية كريمة، بعد اعتناقي الإسلام لأداء مناسك العمرة في مكةالمكرمة، حيث شعرت بأنني ولدت من جديد". يقول محمد عبد العزيز "لم يعرض علي أحد الدخول في الإسلام مباشرة، وإنما بسلوك بعض الشباب المسلم وأخلاقهم الحميدة وانضباطهم الملتزم في جميع تصرفاتهم أعجبت بهذا الدين، الذي اعتنقته دون أي تردد، كنت مندهشا لهذه الروح المتميزة، التي استطاع أن يغرسها الإسلام في نفوس هؤلاء الشباب، ما أكد لي بشكل قاطع أن الدين الإسلامي هو الدين الأصلح.. فالمجتمع الأميركي، الذي نعيش فيه لا تتوفر فيه الأخلاق، فنحن نعيش في مجتمع صاخب تتجاذبه الماديات، وتقذف به في عالم القلق، الذي تنتشر فيه كل أنواع المخدرات وترتفع فيه نسبة الجريمة...الحمد لله الذي جمعني بهؤلاء الفتية، الذين حدثوني عن الدين الإسلامي، دون أن يعرضوا علي الدخول فيه". يضيف جاكسون "قدم لي الإسلام حلا لكل مشكلاتي، فأصبحت إنسانا بلا مشاكل. وكنت من داخلي أتغير بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماما وغيرها من الأشياء المحرمة، امتثالا لأوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري على بقية أفراد عائلة جاكسون وإقناعهم باعتناق الإسلام، نظمت ضدي حملة واتهموني بأنني عدو للسامية، وأنه، بحكم إسلامي، لا يمكن لي التعايش مع الآخرين، وهذا هراء، لأن الدين الإسلامي دين تعايش". في هذا السياق، يشير جاكسون إلى أن هناك حملة إعلامية سيئة ضد الإسلام والمسلمين في الولاياتالمتحدة الأميركية، وما تعجب له أن الناس العاديين في أميركا يصدقون هذه الحملة الإعلامية الجائرة لجهلهم بحقيقة الإسلام وسماحته. إضافة إلى أن الحملة الجائرة في أميركا ضد الإسلام والمسلمين لم تقتصر على أجهزة الإعلام المعروفة، بل انتقلت إلى هوليوود عاصمة صناعة السينما الأميركية، التي تصور للناس أن المسلمين إرهابيون وقتلة وأشرار. هذا التشويه يؤلم كل مسلم ويجعله يتمنى لو أنه يستطيع تغيير هذه الصورة بصورة الإسلام الحقيقية إسلام الحضارة والنور، إسلام التسامح والإخاء، ولعل هذا ما جعل جيرمان جاكسون المحب لأسرته والعاشق للغناء والموسيقى، منذ نعومة أظفاره، يقرر ألا يتخلى عن الغناء والموسيقى، خصوصا بعدما اقتنع بضرورة حمل رسالة من نوع جديد، وهي الدفاع عن الإسلام، بالاعتماد على الموسيقى والأضواء وملايين المعجبين. عن صدى إسلامه وسط إخوته، يقول جيرمان: كان قراري باعتناق الإسلام قرارا مفاجئا لكل أفراد عائلتي، لما يسمعونه عن الإسلام والمسلمين من وسائل الإعلام المختلفة، منها مثلا ما يسمعونه عن تعدد الزوجات، فالأميركيون لا يفهمون أبدا الحكمة من إباحة تعدد الزوجات، رغم أن الخيانة الزوجية منتشرة في المجتمع الأميركي، بينما يبيح لك الإسلام ما دمت قادرا على الإنفاق، الزواج بأكثر من زوجة واحدة بدلا من مشاكل الطلاق والخيانة الزوجية... المسلمون في العالم العربي محبون لزوجاتهم وأطفالهم، والمرأة عندهم مصونة، لكن كثيرا من الأميركيين لا يفهمون هذا، لقد أعجبت كثيرا بأسلوب التربية في المجتمعات الإسلامية".