هل سبق والتقيت بالملك الراحل الحسن الثاني؟لا يمكنني القول إنني التقيت الراحل الحسن الثاني، في سياقات خاصة، في الواقع لم ألتق به سوى مرات قليلة، ربما مرة أو مرتين. لقد كان من الصعب أن لا أبهر به بالنظر إلى سني في تلك الفترة، خاصة أن لقائي الأول معه كان عندما كنت أعمل في الوزارة الأولى بعد مرور مدة قصيرة على المسيرة الخضراء، إذ قدمت له كتابا عن تلك الملحمة، توليت مهمة التنسيق بين مؤلفيه، وكان أول كتاب يتناول هذا الموضوع. ولاحظت أنه يعرف بشكل دقيق كيف ينظم الأمور ويأمر الناس باتباع بروتوكول يصعب الالتزام به. أشير كذلك إلى استقبال الملك الراحل لصحافي فرنسي من "راديوسكوبي"، يدعى جاك شانسيل، لتسجيل الاستجواب الشهير للملك. وللخروج عن المألوف في مثل هذه الأعمال، قال له الملك "هل تعتقد أنه يمكن في ساعة واحدة أن نلم بشخص ما؟ وماذا لو أنني بدأت لعبة الاستجواب؟" أجاب الصحافي "لكن يا صاحب الجلالة، ابدأ". وفي نهاية الاستجواب، طلب مني الملك أن أرافق الصحافي إلى كازينو مراكش، لأنه فطن إلى أن جاك شانسيل كان لاعبا بارعا، وطلب من مولاي أحمد العلوي أن يعطيني مبلغ 10 آلاف درهم، لم أتسلم منه شيئا. وهكذا توجب علي أن أتدبر أموري وأتولى دفع كل نفقات الصحافي الفرنسي، ولم يجر تعويضها إلا بعد عدة أسابيع، وإن كان شانسيل، أثبت أنه لاعب كبير، إذ لم يشرب ولم يأكل شيئا، وإنما اكتفى فقط باللعب. اشتغلت مع عصمان بصفتك مكلفا بمهمة في ديوانه عندما كان وزيرا أول قبل أن يصدر جريدتيه. قربنا من هذه الفترة ؟ في الوزارة الأولى، كنت مكلفا بالصحافة والاتصال وبأشياء أخرى، بالنظر إلى أن الوزارة الأولى ليست لها هيكلة إدارية، إنها ديوان موسع، خاصة أنني كنت في القطاع السياسي الذي كان أقل تنظيما من القضايا الاقتصادية. العلاقة مع السيد أحمد عصمان، الوزير الأول لسنوات، لم تكن على العموم رائعة أو معروفة بحرارتها أو بسهولة الاتصال الإنساني فيها. هذا راجع بكل تأكيد لشخصية هذا الرجل الذي كان دائما متحفظا بل ومنغلقا، رغم أنه كان لا يتنازل عن بعض اللحظات النادرة من أجل ممارسة هواياته يوميا، كلعب الورق، "الرامي"، وخصوصا"le bridge" ، التي كان يعتبرها رياضة ثقافية، وكان يمارسها أو يحاول ممارستها كبطل لامع على المستوى الدولي.