نظرا لأهمية قسم المستعجلات، باعتباره الشريان الأساسي لفهم واقع أي مستشفى، فقد كان في طليعة برنامج أعضاء اللجنة، حين وقفوا على حقيقية قاعة الفحوصات وتقديم الإسعافات الأولية، التي تعرف اكتظاظا ملحوظا بين جميع أروقتها.مندوب وزارة الصحة استبق أسئلة اللجنة وعدم الرضى على الخدمات المقدمة للمواطنين بتأكيده على أن: "الطلب كبير على هذا القسم، وأنه يعرف ضغطا كبيرا نظرا لحالة الاستعجال التي تقصد المستشفى، والتي غالبا ما تكون في وضع حرج". موقع المستشفى في مقاطعة سيدي عثمان الشعبية كان "حجة" إدانة ضد ما تعرفه مستعجلاته من "ضغط"، وفق مندوب الوزيرة بادو حين قال: "إن موقع المستشفى يجعل منه نقطة استقطاب لكل الفئات المعوزة من جهة الدارالبيضاء، علاوة على تزايد حالات الاعتداء، والعنف الجسدي، والإجرام بالمدينة ككل". ومن بين الملاحظات، التي أثيرت بخصوص هذا القسم، مدى توفره على الآليات المعتمدة للفحص، وحول توظيف الألوان المعتمدة المحددة من طرف وزارة الصحة، وهل هذه الألوان بالفعل تقوم بالدور، الذي وضعت من أجله والمتمثل في آنسنة المصالح. لجنة التحقيق فهمت ما يجري ويدور في قسم المستعجلات، وغيره من أقسام هذا المستشفى، فكان أن أكدت "وجود شكايات تتعلق بالابتزاز والرشوة تتعرض لها الفئات المعوزة من قبل العاملين، أو بعض الأطباء، الذين يعملون بالقطاع الخاص كذلك". وغير بعيد عن قسم المستعجلات، توجد مصلحة أمراض الكلي وتصفية الدم، التي قصدتها اللجنة لتقف على حجم المعاناة، والأعداد المتزايدة سنويا جراء أمراض الكلي والتصفية. وقف أعضاء اللجنة بهذه المصلحة مذهولين لواقعها، رغم إشارة القائمين عليها بأنها تعد مصلحة تعمل بمشاركة جمعية خيرية بابن امسيك سيدي عثمان، وتتكلف بإعطاء العلاج بشكل مجاني للمرضى بمعدل حصتين للمريض. وتوفرت المصلحة على 17سريرا Générateur، علما أن الطبيب المكلف بها أكد للجنة البرلمانية أن المغرب يسجل سنويا معدل 9000 حالة، ما حدا بالوزارة الوصية لإقامة عقدة جديدة مع الخواص للتكلف بمصاريف وعلاج 1500 مريض، ورصدها لمبلغ 60 مليون درهم لهذا الغرض. ودخول الجمعيات الخيرية على الخط للمساهمة في احتواء الضغط المتزايد على الوزارة، وعلى القطاع ككل من هذا المرض المزمن، لم يحل أمام أعضاء اللجنة دون أسئلة بخصوص هذه المصلحة من قبيل، كيفية التعامل مع لائحة الانتظار، وثمن حصص تصفية الكلي، وعن المستجدات التي يعرضها هذا التخصص؟ اللجنة ستخلص إلى أن مستشفى مولاي رشيد يعتبر من أهم المستشفيات على صعيد جهة الدار البيضاء، حيث يستقطب عددا كبيرا من سكانها، بحكم موقعه بين خمس جماعات، وأربع مقاطعات، ويحتضن قرابة مليون نسمة، أغلبها من المعوزين والفقراء، ما يتطلب "ضرورة العناية بالمستعجلات من الناحية البشرية والمادية وتلافي التسيير العشوائي والعمل على تحسين معاملة شركات الأمن مع المرضى والمرافقين".