تشهد مدينة الصخيرات، أواخر شهر شعبان، الملتقى القرآني الثالث، الذي جرى إحياؤه بعد أن توقف منذ الثمانينات. وانطلقت التظاهرة القرآنية أول أمس الأحد، وستستمر على مدى أربعة أيام، وستعرف مسابقات في حفظ كتاب الله، سيشارك فيها 600 من حفظة القرآن بالإقليم.ويأتي هذا الملتقى، حسب المنظمين، في سياق خدمة كتاب الله، وتشجيع الناشئة والشباب على حفظه وتدبر أحكامه وتطبيقها في مختلف جوانب حياتهم. كما يأتي في سياق عناية الوزارة الوصية بالكتاتيب والمدارس القرآنية، والمعاهد الدينية والمراكز المنتشرة بربوع المملكة، والمهتمة بتحفيظ القرآن الكريم للناشئة على الطريقة المغربية المعروفة. ويشرف على هذه التظاهرة عمالة الصخيرات تمارة، والمجلس العلمي المحلي بتمارة، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بتمارة، بشراكة مع بلدية الصخيرات، والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالرباط. وقال محمد خياري، المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بتمارة، ل"المغربية، إن "الملتقى يهدف إلى تكريم حملة كتاب الله، ومد جسور التواصل والتعاون بينهم، وتقوية الروابط الدينية والأخوية والعلمية، التي تجمعهم مع السكان المحليين، وإحياء السلك القرآنية والقراءات الجماعية، طبقا لما هو جار به العمل منذ قرون في المغرب، والتعريف بالخصوصية المغربية في قراءة القرآن الكريم، مع إبراز تنوع القراءة بالمملكة المغربية حسب الصيغة المعروفة لكل جهة، وخلق جومن التنافس بين حفاظ القرآن، واكتشاف المواهب والطاقات الشابة في مجال التجويد والقراءات". وأوضح أن الملتقى القرآني، أو ما يطلق عليه "موسم الطلبة"، حسب روايات شيوخ المنطقة، كان ينظم منذ سنة 1936، وتوقف بعد ذلك، لييجري إحياؤه في الثمانينيات، ثم توقف، إلى أن جاءت الفكرة، سنة 2008، من طرف المجلس العلمي بتمارة والعمالة ومندوبية الشؤون الإسلامية، ليجري إحياؤه من جديد. ورغم أن البداية كانت متعثرة، إلا أن هذا الملتقى، يضيف خياري، عرف تحسنا في السنة الماضية. وسيكون الملتقى موسما للطلبة من حفظة كتاب الله، إذ سيختمون السلك القرآنية على الطريقة المغربية، في الصباح، وبعد الظهر ستكون هناك ندوات ومحاضرات وورشات عمل حول القرآن الكريم.. وفي المساء، ستنظم أمسيات دينية بمشاركة كبار القراء بالمغرب، مثل مصطفى الغربي، وإبراهيم الرواني، وعبد الله أيت باسو. كما ستتخلل هذا الملتقى مسابقات قرآنية جماعية وفردية، لفائدة حفظة كتاب الله. وتتميز أنشطة هذا الملتقى القرآني بقراءة الحزب الراتب طيلة مدة الملتقى، وإجراء مسابقة في القراءات الجماعية، حسب الجماعات، ومسابقة في القراءات الفردية بالصيغة المغربية، إلى جانب تنظيم ندوة وورشات حول القرآن الكريم لفائدة الحفظة، وتنظيم أمسية قرآنية بمساهمة كبار القراء في الإقليم وخارجه، وتكريم شخصية قرآنية من الأئمة الأكبر سنا، اعترافا لها بالمجهودات المبذولة في خدمة كتاب الله، وتكريم طفل وامرأة من الإقليم حافظين لكتاب الله على الطريقة المغربية الأصيلة. و سينظم، بمناسبة الملتقى، حفل رسمي يحضره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعامل عمالة الصخيرات تمارة، توزع فيه الجوائز على الفائزين في المسابقات القرآنية، ويكرم أحد الأئمة الأكبر سنا، المشهود لهم بخدمة كتاب الله في الإقليم.