أجساد صغيرة، من جنسيات متباعدة، تراقصت على إيقاعات مختلفة. موسيقى اجتمعت من مشارب متباينة، وأبانت عن تجاوب كبير مع أنماط فنية بلون الأصفر والسواد، ضمن حفل افتتاح مهرجان "تورتيت" الدولي في نسخته الرابعة. من مالي واليونان وبوركينا فاسو، جاءت فرق موسيقية متنوعة لتطرب جمهورا غفيرا حج مساء أول أمس (الثلاثاء)، للملعب البلدي بإفران، الذي ودع مؤقتا حماس مبارياته الكروية، ليعانق دفء النغم والموسيقى، مؤقتا طيلة عمر مهرجان تورتيت، الذي افتتح بسهرة تمازج فيها الغناء الإفريقي بالأسيوي والمغربي، في تفاعل منقطع النظير. وشارك في حفل الافتتاح كل من الفنانين المغربيين لطيفة رأفت وحسن المغربي، كما جاء أيضا لتجسيد روح تجانس الثقافات فرقة الرقص اليوناني "أيريون" وهي فرقة نشأت سنة 1978 بشمال "بيلوبونيز"، التي تتألف في الأصل من 500 عضو يضم عازفين وراقصين ولتكريس ثقافة التنوع حضر لتنشيط الحفل فرقة من باماكو "مالي" تضم 5 عازفين، و20 راقصا وراقصة، وهي فرقة يعود تأسيسها إلى ما يقرب الأربعين سنة. وتميز حفل الافتتاح بحضور كل من محمد فوزي، والي جهة مكناس تافيلالت، وكريم قاسي الحلو، عامل إقليمإفران، ورئيس الجهة سعيد اشباعتو، وكذا بعض المستشارين البرلمانيين ورؤساء الجماعات والمجالس الإقليمية بالجهة. وأوضح المنظمون أن مهرجان "تورتيت" يحتل الرتبة الخامسة من بين ما يفوق 100 مهرجان على الصعيد الوطني من حيث حجم مشاركة الفنانين، مغاربة كانوا أو أجانب، مضيفين أن مهرجان هذه السنة، بلغت تكلفته الإجمالية مليونين و400 ألف درهم، ساهمت فيها المؤسسات الإشهارية بما يفوق 70 في المائة، فيما باقي النسبة مثلته شركات وطنية أخرى. وركز كل من مهرجان "تورتيت" موازاة مع مهرجان أزرو للفيلم القصير على أن يكون للمهرجانين عمقا أقوى على المستوى الدولي، على اعتبار أنهما مهرجانان اعتمدا على ما هو ثقافي ورياضي وتنشيطي وترفيهي. وعلى هامش المهرجان، شهدت صباح الثلاثاء الماضي منطقة أكلمام بإفران انطلاقة مسابقات رياضة سباق الدراجات الجبلية وصيد السمك، موازاة مع ذلك ستشهد ساحة التاج عدة رواقات يساهم في تأثيثها مصالح المياه والغابات والجمعيات والتعاونيات المنخرطة، في إطار المشاريع المدرة للدخل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وستنظم بالمناسبة ورشات تربوية حول البيئة وعروض مسرحية للتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة، على اعتبار أنها شعار الدورة الرابعة للمهرجان.